32

نحن هنا من جديد، أعني في السابع والعشرين من يونيو -مرة أخرى- سبحان مبدل الأحوال هذا ما يسعني قوله قبل أي شيء، عدت إلى تدوينة العام السابق.. ولا أجد إلا الضحك والضحك ثم الضحك مرة أخرى، تدوينات أعوامي وهذه العادة التي بدأتها منذ أن كنت في السابعة والعشرين من عمري، كل عام يحمل معه طابع خاص به لكن هذه المرة مع الفرق بين ما كان وما وصلت إليه يدعو للسخرية، تدوينة العام الماضي كانت مختصرة لكن معناها في قلبي كان شاسعًا متضخمًا وعلى ضوء ذلك ومع خلاف المراد، كان الأثر كذلك. لكن من يقرأ تدوينة العام يكاد يصله شعوري أو على الأقل ما تحمله حروفها بوضوح.

قلت بأن عام 31 كان الاستثناء، مع ثباته واختلاف معناه سيبقى استثناء كما كان بالفعل، لأن الشعور في أساسه لا يتبدل بهذه السرعة، نحن لسنا آلات بضغطة زر كل شيء يتحول! لكن الحيثيات تحولت تمامًا ونفس هذا الاستثناء قدم لي درس ذاتي قوي جدًا وحاد وقاسي من نفس ما أعطيته من (استثناء) لم أتخيل في يوم ما أن أصاب بخيبة كتلك التي عشتها، لا سببًا ولا مسببًا ولا حجمًا ولا ألمًا. لكن في كل مرة كنت أشعر بوخزة في قلبي، كنت أعيد اللوم علي في بادئ الأمر، وما زلت أعتقد بأني الملامة أولًا وآخرًا… ولا مجال لتوضيح أو تفسير أو شرح أي تفاصيل، لكن ما يمكنني قوله بصوت مرتفع: لا تقدم غيرك، ولا تتنازل، واتبع ما يخبرك قلبك بهمس لأنه الأصدق ولا تقاوم شعور عدم الراحة لأي تفصيلة وإن صغرت، ولا ترفع سقف التوقعات والعشم، مرة أخرى: لا تقدم غيرك على حساب نفسك، إطلاقا.

في خضم خيبتي، ومحاولات جمع أطرافي كنت أحاول وأحرص على ألا يتحول الأمر إلى صدمة بأثر ممتد يشمل أي تجربة لاحقة، ولا إصدار تعاميم تجمع البشر كافة، ولا إطلاق تصورات وقوانين أو قواعد، كان يلزمني وضع حدود صارمة لأثر كل ما كان وتقييده، وأهم نقطة وهي التي يمكنها قلب موازين الأمور: نظرتي عن مشاعل! لا يمكن بحال حتى وإن لمتني في أوقات، أن أهز صورتي عني، لا أحد يعرف المرء كنفسه ثم مرآة الإنسان من حوله ومن يعاملهم يوميًا ويلتقيهم، أنا أعرف مشاعل وأعرف نقاط ضعفها تمامًا كمعرفة نقاط قوتها، في حال ضعف كهذه يجدر بنا ألا ننسى من نحن! حقيقة هذا شأن ضروري جدًا ونقطة فارقة. الخروج من هذه التجربة لن يكون دون ندوب أو ندبة واحدة، لكن من المهم ألا تكون (مشوهّة) لا نفسيًا ولا فكريًا ولا على أي جانب، هذا أهم ما حرصت عليه، وهذا صعب جدًا. الكلام يطول.. ولا يناسب تدوينة. لكن يجدر بي قول أن الأمر رافقته تعقيدات عجيبة، حين أتأملها الآن! لا أعلم ما أقول لكن على يقين بأن كل ما كان إنما لحكمة.

أكرر: هذا ليس سهلًا وأنت تحمل جرحًا في قلبك، إعادة تقويم قلبك ونفسيتك ونظرتك للناس والحياة، وشخص مثلي دقيق ويهتم بالتفصيل، الإدراك اللاحق كان يزيد الطين بلة. كما أني استغرق وقتًا طويلًا ، لست ممن يجيد القفز في هكذا أمور. موطن السخرية أمر جاء لاحقًا ولا أحد يعلمه < لا أحد بمعنى لا أحد بلا مبالغة حتى أهلي وأقرب ناسي< إلا أنا وشخص واحد فقط، ثم حصل أقرب ما يكون لدراما رخيصة -ضحكت وأنا أكتب لأني تذكرت-

لم أكن أعلم بأن تجربة واحدة وقصيرة قادرة على زعزعة ماء راكد إلى هذا الحد، لا أحد يعلم لأني لم أشارك أي مما كان يجول في نفسي، وهذا خطأ مني لكن حرصت على ذلك.. كنت أكتب وأكتب وأكتب، وارتكبت سلسلة مما أسميه:حماقات. لست نادمة على أي منها، لكن أظنني إن كان للندم وجود سيكون لإتاحة تجربة كان من باب أولى رفضها منذ البداية لأسباب واضحة ومهمة وجوهرية وأولوية. انتهت، وأخذت وقتي وزيادة، وخصصت تدوينة العمر هذه المرة إكمالًا لما كتبته في العام السابق. وكالعادة مرور الوقت يخفف من حدة كل شيء، بعد صولات وجولات، هدأت وعدت إلى إعدادات مشاعل الأساسية وتقلص حجم كل شيء تقريبًا.

بالحديث عن حياتي خارج ما كتبت أعلاه، سأذكر شيئًا واحدًا فقط، تجربة الانتقال والتدريس في قسم الثانوي.. كانت تجربة ممتازة وحازمة وغيرت الكثير، لكن مشكلتها جائت في فترة تخطي ما كان، وهذا كثير على مشاعل، حتى مع سنوات خبرتي لأني أفضل الاستغراق والانتقال إلى قسم جديد يرافقه الكثير من الجديد والمختلف، كل فصل مادة وكل فصل صف < وهذا يعد كثثثثثير لشخص يميل إلى الانتقالات والتغيرات الهادئة. لكن على الخلاف، كنت في حالة ركض متواصل، الفصل الأول: الهندسة، الفصل الثاني: فيزياء ١، الفصل الثالث: فيزياء٢. بعد انتهاء السنة يمكني قول تدريس الفيزياء ممتع، بعد سنوات من تدريس العلوم.

سنة بدروس تفوقني والله، أثقلتني وتعبت لكن قاومت، مررت في حياتي بما هو أقسى وأشد وأسوأ مما كان، بهذه الجمل كنت أواسي نفسي هههه، الحياة لا تقف ولعل في كل هذا حكمة يعلمها الله جل في علاه، وإدراك رحمة ولطف الله هنا المواساة الحقيقة، والتسليم والرضا فعلًا وليس قولًا يردد.

ويعني.. احنا تجاربنا في هذا العمر، مرة فوق ومرة تحت، عادي.. نتألم حبتين ناكل هوا ونتعلم ونمشي.


كتبتها دون تخطيط، بل كنت سأتجاوز تدوينة يوم الميلاد.. لكن لا ،لست من يخاف التقدم في العمر أو لم يحن سبب انقطاعي عن هذه العادة بعد.

والقادم أجمل بحول الله ولطفه.

هبة

كنا ثلاثتنا أمام البحر، مساء نجلس في السيارة والرطوبة تكاد تخنقنا لكن هيامنا بجدة وبحرها يغير من تعاطينا مع طقسها ورطوبتها، يلفنا صمت لأننا نحاول التهام الآيسكريمات قبل أن يبدأ فيضان ذوبانها. جاءت إلينا فتاة عذبة، جميلة وهادئة.. تعرض بضاعتها، بينما يتفاوض معها من معي لم أقاوم بدء محادثة سريعه معها: كيف حالك؟ كل عام وانتي بخير…
ايش اسمك؟ هبة. ثم سؤالي المعتاد لمن هم في حالها، قد يكون مزعج لكني لا أستطيع تجاوزه: تروحي المدرسة يا هبة؟ رحت إلى صف خامس ثم وقفت… تحول النقاش إلى مزح لطيف سريع، ثلاثتنا وهي، ضحكنا.

كانت تبيع أشياء متنوعة، منها مجموعة ورود، فاوضتها وأخذت ما أرادوه بنصف السعر الذي قالته في البداية، بينما أعود بسيارتي للوراء من أجل الخروج، كانت تحاول مسرعة سحب وردة، قالت: استني.. استني.. خذي وردة مع اني أول مرة أشوف وردة تاخذ وردة.. لالالا يا هبة لا تخليني ارمي نفسي في البحر هاه!! وممكن تعطيني وردة حمراء؟

آخر ما قلته لها: أعرف يا هبة إن الظروف ممكن تكون صعبة جدًا، ولكن حاولي تكملي دراستك لو مسائي أو منازل.. حاولي يا هبة.

أرجوك!

على هامش نهاية النسيان

أكتب الآن في آخر ساعة أو نصف ساعة من يومي الطويل والممتلئ جدًا وقد مضت ست دقائق على تنبيه وقت النوم الذي حددته أثناء حماسي واندفاعي لتحسين جودة نومي.

في غمرة انشغالي اليوم، قرأت تنبيهات الجوال خطفًا لأرى رسالة من مجتمع مستنار: هل قرأت نصاب اليوم؟ قرأتها بعد إرسالهم لها بما يقارب الأربع ساعات إن لم يكن أكثر، ثم وضعت علامة غير مقروء لأعود إليها بعد التوقف عن الركض في ماراثون يوم الأحد.

نعم، اشتركت في مجتمع مستنار للقراءة واليوم أول قراءة معهم لكتاب: نهاية النسيان، التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي. وبعيدًا عن كل ما يمكن أن نخرج به من قراءة هذا الكتاب الذي ما زلنا في مقدمته، فكرت ماذا لو عدت للكتابة يوميًا؟ حسنًا سأبدأ اليوم بتوثيق ما طرأ على بالي في هامش قراءتي لنصاب اليوم.

أعادتني مقدمة الكتاب إلى فترة الطفولة وبالتحديد من عمر ثمان سنوات وما فوق، حينها بدأ أفراد عائلتي باقتناء أجهزة الكمبيوتر، الخط الزمني لعلاقتي بالكمبيوتر ليس واضح تمامًا إذا ما تعلق الأمر بالتواريخ، لكني أعلمه جيدًا. < أرسلت استفساراتي في مجموعة العائلة محاولة تحفيز ذاكرتهم لكن يبدو أنهم في سبات الأحد، وخالي الأكبر متعجب من تذكري سماحه لي بالعبث بكمبيوتره، وهل هذا مما ينسى؟ الجميل أن جيل الأحفاد التاليين لا أحد منهم يتذكر هذه الفقرات وهنا أعيش متعة الوصول مبكرًا لسرد تفاصيل حرموا منها، نعم حرموا. 😈

بدأت ربما بجهاز صخر، حصلت على جهاز خاص بي، وأظنه صخر ذلك الذي يعلمنا دعاء السفر، صفة الحج والعمرة والكتابة على لوحة المفتاح، ثم حصل شباب عائلتي على كمبيوتر حقيقي، علموني حينها كيف أفتحه وأغلقه فقط ثم يلزمني تولي أمري فيما يتعدى ذلك، وبعد مرات من الانفراد به، اكتشفوا عطلًا كنت سببه لأن خطوات الإغلاق لم أنفذها كما يجب. لا بأس، لم يتعدى استخدامي له تلك اللعبة الشهيرة، الألوان ننثرها على شاشة الكمبيوتر ثم نحطمها أو نثقبها ومتعة مسح جميع هذا وعودة الشاشة إلى ما كانت عليه وتكرار الكرة مرات عدة. ثم تطورت وانتقلت إلى الرسام، وما أدراك ما الرسام، ثم كبرت وانتقلت إلى الوورد وخطوط الكتابة وعبارات الحب والشكر لكل عائلي، ثم تطور الأمر وطالبت بجهاز كمبيوتر خاص بي، حينها كنت في الصف الخامس، وفعلًا حصلت على كمبيوتر بكامل ملحقاته الأساسية بتمويل من جدي لوالدي رحمه الله، كنت أكتب وأطبع، أكثر ما يشغلني وقتها وكل ما كنت أقوم به، ثم وصلت إلى بوربوينت أتذكر انضمامي بمقابل مالي إلى حصص إضافية في المدرسة لشرحه وكيف كنت مندهشة من هذا السحر! والأهم فقرة التسجيل الصوتي مع مميزات عكس اتجاه الصوت أو تسريعه، لكني كنت أعشق عكس صوتي ههههه وبدأت الصوتيات ومقاطع التركيب ومشاركتها مع من حولي. مع المرحلة المتوسطة دخلت عالم الانترنت لكن مع تأخر الاتصال وكثرة انقطاعه وقلة معرفتي، لم أتجاوز رسائل البريد الطويلة تلك (أتلقاها فقط) كذلك في المرحلة المتوسطة حصلت على أول لابتوب واستمر الحال على ما هو عليه إلى السنة الأخيرة من الثانوية، ومعها انتقلت إلى لابتوب جديد (لونه أحمر)، ثم تعرفت على المنتديات وفيسبوك مع حرص صديقاتي على التسجيل فيه قبل تخرجنا لأنه حلقة الوصل التي ستجمعنا لاحقًا.

هذا ما تذكرته سريعًا، والتفاصيل كثيرة والتطورات أكثر، تعرفت على الكمبيوتر في عمر مبكرة جدًا، ما جعلني أتذكر كل هذا هو امتلاكي لصور متعددة أظهر فيها كل مرة برفقة كمبيوتر مختلف، وهو ما ورد ذكره في مقدمة الكتاب (طفولة – صور – توثيق – بداية الانترنت – بداية الكمبيوتر)

ومن هنا أشكر أهلي على توثيقهم الرهيب! وعلى اتاحتهم لي التعرف على هذا الجهاز الجديد جدًا والحصول على نسخ متعددة منه.

ملاحظة:
مقدمة الكتاب كانت سببًا لطلبي من متجر وراق كتاب: الذاكرة، التاريخ، النسيان. وهنا تظهر متعة متجددة ألا وهي الوصول لعناوين كتب جديدة ضمن دائرة اهتماماتك ثم الحصول عليها، الجدير بالذكر كان مكتوب عليه باللون الأحمر: آخر نسخة. < الوصول لكتاب من خلال كتاب.

اثبات وجود في خضم الزحام

بعض الأحيان أشعر أن كمية الأصوات التي أتعرض لها خلال اليوم الواحد كثيرة جدًا بالنسبة لشخص عاش في بيت كان هو مصدر الإزعاج الوحيد فيه إن وجد.

أقول هذا بعدما (صدّعت) لكثرة الأصوات التي تعرضت لها -أصوات رأسي محسوبة- وبالتزامن مع قرائتي للسطر التالي: إن أصعب ما تراه هو ما تراه كل يوم! لكن أحولها بمعناها من الرؤية إلى السماع، ولا بأس في الصوت أو الضوء على اختلافهما إلا أنهما قد ارتبطا بالحواس وبالرأس المسكين والفيزياء.

تجي معايا؟

عندما يكون هناك هدف مرجو من وراء مشاركة اللحظات، أي هدف على اتساع تنوعها، حينها تبدو المشاركة منطقية، أن نستقطع جزءًا من أوقاتنا لعيون المتعة مثلًا! لكن في الجهة الأخرى، ماذا عن مشاركة وقت أو طعم أو رحلة لمجرد المشاركة؟ أو أن التواجد مع شخص بعينه له تأثيره المغري بصرف النظر عن المأمول من هذا التواجد وهذه المشاركة.

نذهب سويًا لمغسلة السيارة، لشراء احتياجات يومية بسيطة، أو الاكتفاء بالجلوس إلى طاولة في مقهى وكل مشغول بعمله، والصمت يغلفنا إلا من كلمات بسيطة، أخذ لفة في السيارة دون وجهة، الكثير والكثير من اللحظات التي تبدو في ظاهرها خالية من أي (متعة) لكنها الأفضل، بل هي الأقرب.

اعتدت على هذا النوع من المشاركة منذ طفولتي المبكرة، كنت الطفلة التي ترافق جميع أفراد العائلة كل واحد منهم وفق نمط مشاويره، ذهبت إلى سوق الجمعة مبكرًا بعد الفجر، وإلى ورشة لتصيح السيارات، إلى السوق دون هدف سوى أن أحدهم قال: تروحي معايا؟ إلى المسجد (قسم الرجال) نعم دخلت المسجد لكنه مشهد ضبابي في رأسي لصغري حينها، البنقلة ومغسلة الملابس ومراكز التسوق والأماكن الجديدة التي يقودنا الفضول لاستكشافها، وخياط رجالي والذكرى المرتبطة هنا أني ذهبت مع جدي لوالدتي رحمه الله لتفصيل ثوب لخالي الذي يكبرني بعامين، وبعد الانتهاء من أخذ القياسات وأراد جدي المغادرة، نعم؟ حان دوري! حاول جدي إقناعي بأن هذا للرجال فقط لكن صغر عمري حال دون فهمي إذ كنت حينها صغيرة جدًا قبل عمر الروضة أو أن الغيرة رفضت الاقتناع ليش خالي وأنا لا؟ وصل الأمر للبكاء هنا قال جدي للخياط: خلاص خيّط لها ثوب، وهذا ما كان بالفعل، لم أتوقف عن البكاء إلا بعد شروعه في أخذ القياسات، وفعلًا حصلت على ثوب كان وما زال سيرة لا تنسى ولا يفوت ذكرها في أي سياق ملائم،. نعود للقائمة: عيادات طبية وفجأة أتحول إلى مرافق، الأسواق الشعبية مثل باب مكة وباب شريف والخاسكية هنا تنحصر الرفقة مع جدتي، انت لا تكتفي بالرفقة بل بتعدى الأمر إلى المشاورة في بعض القرارات، حقيقة لا يمكنني حصر الأماكن التي ذهبت إليها لا لشيء سوى أني مرافق ولا الشعور أو الذكريات المرتبطة بها. لدي ذكريات غزيرة من هذا النوع مع جميع أفراد عائلتي، وما زلت أعيش مثل هذه اللحظات وما زالت تحافظ على سحرها الخاص. طفولتي كثيفة جدًا بهذا النوع من الذكريات إلى حد أعجز معه الإمساك بأكثرها.

أتذكر ذات مرة أردت شراء أقلام تحديد القراءة، مشوار بسيط وصغير إلى أقرب مكتبة، لكن سألت زينب تروحي معايا؟ وفعلًا التقينا من أجل شراء هذه الأقلام فقط! ولكن صادف حدوث أمر في المكتبة حوّل هذه الدقائق إلى ذكرى مضحكة جدًا. بمثل هذا النوع من المشاركة تتكون أغلب المواقف واللحظات التي تبقى معنا وقودًا وذكريات متجددة لباقي الأيام. أنا وزينب بالذات لدينا قائمة ليست قصيرة من هذه اللحظات باختلاف دوافعها وشعورنا وما رافقها.

لا يمكنني بحال وصف حبي لعفوية هذه المشاركات، إلا أن المسؤوليات والالتزامات تحد بعض الشيء منها لأننا بالطبع لم نعد متاحين ونملك أوقاتنا كما كنا. ولا أخفي استغرابي من رفض بعضهم مثل هذا النوع من الخرجات! ولكن كل على هواه وما تعود كما أنها فن لا يجيده الكثير، لأن مثل هذه المشاركة تتطلب بالضرورة مرونة عالية تناسب عفوية وفجائية التغيرات التي يمكن أن تُخترع بحينها وتقبل احتمالية تدني جودة الموجود من كل/ أي شيء.

إن كنت في يوم ما سأقدم نصيحة لأي علاقة كانت، حتمًا ستكون تزودوا قدر استطاعتكم بهذا النوع من الأوقات.

آخر خرجة دون وجهة ولا هدف.

مينيوم

اعتادت في كل مرة بعد ابتسامة واسعة تصحح لها: منيو بدون الميم، مو منيوم. تضحك ثم ترد عليها: أنا ما قلت منيوم بس انت تسمعيها كذا!

يتكرر هذا المشهد القصير في كل مرة يكونا فيها مع بعضهما ولمحاولاتهما الدائمة لاكتشاف أماكن جديدة ولذيذة! يعني (يتكرر) كثيرًا ومع تكراره تبقى الابتسامة حاضرة وبقوة. هاه ايش قلتي هذي المرة؟ ءءا منيو منيو.

اليوم فتحتْ هاتفها لتساعدها في الوصول إلى حساب على انستقرام وجدت في محرك البحث: مينيوم حلويات سمر. هااااا بالجرم المشهود! والابتسامة تحولت إلى ضحكة، بل ضحكات متواصلة.

البينة 😂❤️

ومن هنا تستحق أن تبدل كل الأبجديات لأجلها، وماذا يعني إضافة حرف إلى كلمة قديمة؟ منيو… منيوم حتى أنها هكذا تبدو أجمل! تبدو كلمة كاملة، الميم يغلقها بخلاف الواو يتركها تتأرجح.

المسار الثاني من اليسار

المشي هو طريقتي الموازية للكتابة والتي لطالما اعتمدتها لحلّ أي عقدة في رأسي، وأفضّل منه ما كان بجوار البحر، ثم من فترة طويلة أضيفت مشاوير السيارة تلك التي تكون دون وجهة محددة وعادة ما يكون لطريق الملك عبدالعزيز النصيب الأكبر منها، وكأني بهذا أقصد قطع مسافات أبدد بها ما يشغلني.

أضيف إلى روتين بعض أيامي -مؤخرًا- ما يقارب ساعتين من قيادة السيارة بما يمكنني تصنيفه طريق سفر وإن كان قصيرًا في حسابات ما يعد سفرًا. لكن ساعتين تُقضى في مواجهة طريق ليست بالأمر الهيّن على الأقل لمن اتخذ كما قلت قبل قليل من قطع المسافات أسلوبًا للتفكير، كما أنها تلوّح لي من بعيد أمام محاولات السهر، تهمس لي: مشاعل، في اليوم التالي ينتظرك طريق، هل سهرك الآن مهم؟😏

طريق خماسي المسارات، اخترت منها بعد دراسة مستفيضة لسلوك قائدي السيارات، المسار الثاني من اليسار وذلك لأن الأول يرفع لدي هرمون الأدرينالين بطريقة سلبية وأنا أخشى من تأثير عادات الظل، التي نعتادها أو تعتادنا دون حرص منّا ولا ترحمنا في إثبات أثرها سواء على مزاجنا، نفسيتنا أو أي شيء آخر. المسار الثاني بالنسبة لي مثاليًا، يمكنني القيادة فيه بالسرعة القصوى المسموح بها دون اضطراري لمواجهة من (يكشح لي) ليكمل طيرانه، أما الثالث تبدأ فيه السرعة تقل عن القصوى مما قد يرفع ضغطك قليلًا، بالنسبة للرابع والخامس (أي أقصى اليمين) فلا حاجة للتعليق.

بعد الوصول للمسار الأمثل ها قد حان وقت العودة لهواجيس الطريق، لا، لحظة! قبلها كانت وما زالت تقطعني تأملات الطريق وبالأخص تكوين الجبال، أنا بطبعي متأملة أحب تفحّص الأشياء من حولي ومع الاختلاف الجذري بين تكوين جدة ببحرها وطرقها التي يمكنني وصفها الآن بالمسطحة مقارنة بما أعبر خلاله من جبال شاهقة، هو بالأحرى مدعاة لإطلاق النظر لولا الانتباه للطريق. كيف لمدينة أن تبنى بين الجبال هكذا؟ أحياء كاملة وبيوت وشوارع -الوضع عاادي وهم كذا بين الجبال- والله إنه لأمر عجيب! أطالع مشدوهة يمينًا ويسارًا وكأني لأول مرة أرى جبالًا.. لكنها حقًا تدفعك دفعًا لتفحصها، تزداد الحالة في المساء لأنها تتحول إلى ظلال بأشكال حادة ومن زواية نظرك دائمًا تبدو لا نهائية 🫨 ما زلت أعيش دهشتي وحيرتي وشهقاتي أمام وجود جبال وسط مدينة أو مدينة وسط جبال، وسأرى إلى متى تبقى؟ هل يمكن أن أعتاد على منظرها ويقف سيل التصوير والتوقف وإطالة النظر؟

تجسيدًا لدهشتي من وجود الجبال بهذه الكثافة في المشهد اليومي لمدينة.

والآن أعود إلى هواجيس الطريق، لكثرتها كدت أن أضيف تصنيفًا هنا في المدونة أوثقها من خلاله لولا خصوصيتها، فكيف الحال وأنا أمام ساعتين منها؟ في البداية انتهيت من كل المتراكم من الأسئلة الوجودية والمهنية ومشاكل النوم وجداول الأنشطة وتوزيع الوقت كما يجب أن يكون، صفّرت العداد. وبدأت جولة الأفكار كل واحدة تقول: نحن هناااا! أولها ختم القرآن استماعًا من بداية سورة البقرة واستمرت الخطة حتى انتهيت من النساء، ثم عدت لما كنت عليه من اختيار السور الأثيرة إلى قلبي. حتى الآن لا أثر للبودكاست على الإطلاق.. تأخذني تأملات الآيات بعيدًا وبعض الأحيان أعيد السورة من البداية لأن صوت ضجيج رأسي كان مرتفعًا. الحضور الطاغي لهواجيس الكتابة، تأتيني أفكارًا لو أمسكت ببعضها وحولتها فعلًا لنص وواقع كما أضاءت في رأسي….أقول لو، ولو تفتح عمل الشيطان.

ظهرت من جديد كذلك عاداتي التي أظنها غريبة واحتفظ بها لنفسي، كأن اتخذ نقطة في الطريق أعطيها دور العامل الضابط في التجارب، بمجرد الوصول إليها افترض كم تبقى من طريقي وأقارن، هناك نقطة في طريق ذهابي عادة ما يتبقى لي عند وصولي إليها ٢٨ دقيقة وأخرى عند عودتي وعندها يتبقى لي ١٨ دقيقة. وأكثر ما أثار فضولي، وجود أرجوحة خضراء في وسط البر! ليس بجوارها ما يستدعي وجودها. وأشياء غريبة أو محيرة تجعل من وجهك هكذا 🤨 قد أكتب عنها لاحقًا.

على الهامش:
هذه التدوينة كتبتها في رأسي أثناء عودتي قبل قليل، لم تكن بشكلها الحالي -وهي في رأسي- وتفلّت منها الكثير لكن هذا ما استطعت الإمساك به.

في الظل

أجلس الآن إلى جهازي بعد يوم عمل شبه متعب، تشير الساعة إلى الثانية وسبع دقائق بعد النصف، كعادتي حين أمر بلحظات صمت في المدونة، يقابلها ضجيج في رأسي، اقتربت من الشهرين دون كتابة هنا، جرى خلالها الكثير والكثير مما يستحق الكتابة لكني وأخيرًا ضبطت إلى درجة متقدمة ما أشاركه في كل مكان بما في ذلك مكاني القصي. لست بحاجة لمزيد من الانكشاف والوضوح، ولمن يقرأ مدونتي يعلم أنها رغبة قديمة ومتكررة، وخلال الشهرين الماضية اقتصر معظم إن لم يكن كل تواجدي في التطبيقات على القراءة والكتب، هذا ما أريده بالضبط، تعمدت الابتعاد عن المدونة فترة قصيرة لضبط الأمر، حقيقة فقدت شغف المشاركة، كل شيء بدا دون معنى وهدف، عشت في المقابل لحظات خالصة، وثقت واحتفظت بها في جهازي أو في قصة سنابتشات بأقل عدد من المقربات.

أفقد معنى المشاركة لعدد كبير من الناس، أو حتى التعرض للكثير من اليوميات والتفاصيل لأناس لا نعني لبعضنا شيئًا. توثيق اللحظات واليوميات، الاحتفاظ بها ما زال فعل أثير، ما توقف هو مشاركة ذلك. انستجرام كذلك توقفت فيه عن نشر صور يومياتي واقتصرت بصور ما أقرأ من كتب، الحياة في الظل صارت هدفًا ومطمعًا أسعى إليه بكل جدية، وعلى ضوء ذلك ألغيت نشر عددًا من التغريدات تحمل في طياتها تفاصيلًا مما أردت التوقف عن مشاركتها.

الكتابة والترجمة والقراءة وربما بعض الخواطر والأفكار هي كل ما أرغب في إظهاره، ما عدى ذلك فـ لدفاتر يومياتي أو أقرب الأقرباء. وصلت إلى مرحلة تشبع من المشاركة أو حتى الاطلاع، وما هي إلا فكرة مؤجلة وصلت لها بعد الكثير من التدرج والتراجع، والكلام في شأنها يطول، ولدعم استمراري سأكمل قراءة ما اخترته من كتب تغطي جوانب مختلفة متعلقة بالموضوع.

2023

2023 في دفاتر يومياتها كاملة.

بدأت قبل يومين عادتي نهاية كل عام، قراءة يومياته كاملة. تفاجأت من أني كتبت يوميات ٢٠٢٣ في ثلاث دفاتر وأنا كنت أعتقد بأنها اثنين. ثم أخذت بإرسال فقرات من كتبت عنهم، وكأني أقول لهم ها أنتم قد حظيتم بشرف الكتابة عنكم في يومياتي! هههه

لن أسهب في وصف سنتي وكيف كانت إلا من أمر واحد، ستبقى السنة التي أدركت فيها أمورًا جديدة عن مشاعل وهذا نتيجة دخولي لمنطقة جديدة كليًا، وهنا لا مجازًا ولا تصفيف كلمات، إنما فعلًا اكتشفت جوانب جديدة، كان أثرها ممتد ومتعدي، شمل الإيمان الصادق بالقضاء والقدر، وتهذيب الذات، وأمور عدة ليست بالسهلة أو البسيطة، وإن كانت في حينها مزعجة لي أنا سواء لسببها أو لفعلها، إلا أنها لن تبقى كذلك وتنتقل من الشعور المزعج السلبي المرافق لها إلى حقيقة كونها أمر وقع وانتهى، المهم الآن بماذا أخرج من كل ما كان؟ هناك حيثيات كثيرة لذا وجب التجاوز مع أخذ ما يستفاد. طريق قصير مشيت فيه ببطء وانتهيت منه بنسخة جديدة من مشاعل.. لكل قدر حكمة فالحمدلله على أقداره وعلى لطفه الخفي وعلى حكمته، الحمدلله دائمًا وأبدًا. كما قلت لن أسهب، ولكن خرجت بالكثير عني وعن أفكاري وقراراتي وقناعاتي، خرجت بما يفوق التجربة في طولها وكيفها. كما وللأبد أحب أثر مرور الوقت، مرور الوقت وحده ويالحجم التغير الهادئ البطيء المرافق، كيف لثورة بركان تبرد وتجمد.. وهذا معنى كثيرًا ما استحضره بأشكال وحالات مختلفة.

الجدير بالذكر أني ولسنوات كثيرة اعتدت أن تتزامن بداية دفاتر يومياتي مع بداية السنة في التقويم الهجري، ولكن استخدامي لمنظمات تعتمد على التقويم الميلادي -ولتنظيم رأسي- وحدت البدايات على أن تكون مع السنة الميلادية، وهذه السنة لا أنوي استخدام أي منظم، وأقصد ذلك الذي أطلبه سنويًا من اليابان منذ ست سنوات، نكتفي بهذا القدر ويكون دفتر يومياتي وحيدًا شاملًا لكل شيء… هذا إدراك لحظي.

هي سارّة

قديمًا، منذ سنوات طويلة شاهدت فيلمًا وكان هناك شيخ كبير له صديق صغير، يعلمه الحياة ويتعلم منه ربما معنى الحياة! حين شاهدته أعجبتني الفكرة وتمنيت لو أن هناك طفلة صغيرة أجرب معها نفس هذا الدور وهو غريب لحد ما، إذ لا قرابة واضحة تستدعي التقاء ذلك الشيخ بالطفل. ثم شاء الله سبحانه وصارت لي رفيقة درب من وإلى المدرسة، نلتقي صباحًا وفي الظهيرة، نتبادل التحايا والأحاديث وهواجيس الطريق، طفلة ذكية في صفها الأول الابتدائي. حتى مع قصر المسافة الزمنية المقضية بيننا، إلا أن اختلاق الأحاديث والضحكات وشمس الظهيرة تجمعنا، وبيننا بضع وعود صغيرة.

أذهب أنا إلى قسم الثانوي، أنظر إليها وهي في طريقها إلى قسم الابتدائي وبالتحديد الصفوف الأولية. وقد تدرجنا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، استغرقنا فصلًا دراسيًا كاملًا! معها غيرت بوابة دخولي إلى المدرسة لتكون الأقرب إلى قسمها والأبعد عن قسمي، غيرت بوابة الدخول بعد سنوات من ثباتها لأجد سيارتي في الظهيرة قبالة الشمس فتتحول إلى كهف ساخن حين خروجنا، لم يقتصر الأمر على ذلك، كنت أوصلها بنفسي إلى بوابة قسمها وفي الظهيرة ولفارق ربع ساعة تسبقني بانتهاء دوامها أذهب وآخذها إلى مكتبي حتى وقت خروجي. ثم انتقلنا إلى معرفة أقسام المدرسة، هنا وهناك انظري إلى حرف الثاء؟ هذا يعني ثانوي وهنا ب؟ ابتدائي، أنت من هنا وأنا من هناك، ثم تطور الأمر وكونت صديقتي (الطفلة😂) صداقات مع كل من في غرفتي معلمات المتوسط والثانوي! وصارت تعلم بالضبط متى تغادر قسمها مزهوة إلى مكتبي، تستقبلها التحايا يوميًا، لم يقف الأمر إلى هنا، تعرف أيضًا أماكن تواجدي إن لم أكن في الغرفة. وذات يوم تفاجأت بها دعت صديقتها لترى أبلة مشاعل وهي جالسة في مكتبها 🤓 أين المشكلة؟ أهل صديقتها ينتظرونها بالخارج بينما هنا يدار تعارف جديد هههههه. بالمناسبة، بدأنا في تعلم بوابات المدرسة وهي ثلاث، وصعبة على طفلة لكن أتيتها بحيلة، غيرت مكان توقفي -مرة أخرى-، ثم أسألها ظهرًا، وين وقفنا اليوم؟ من هنا علمتها ثم صرت أسألها فتأخذ ثوان للتذكر. طفلة في صفها الأول تتعلم شرقية وغربية وشمالية ثم هي نفسها كل بوابة تحمل اسمين، جهة ورقم فتستدرك: بوابة ١! نعم ما زلنا عند تعلم البوابة الأولى.

تعلمت مني: have a nice day! لأني أقولها يوميًا وهي تغادر إلى قسمها وفي يوم وهي نازلة إلى منزلها قالتها بسرعة.. ثم نظرت إلي قائلة: قلتها قبلك ☺️

لاحظنا من طول انتظارنا إشارة معطوبة متدلية ونسجنا خيالات، قالت لي: يمكن تطيح فوق سيارتنا؟ / لا احنا ما نمشي من تحتها شوفي احنا نروح يسار/ اممم صح كلامك، راقبناها إلى أن أصلحوها فسألتها: طالعي ايش اللي تغير؟ هاه لاحظي كويس! صرخت: صللللحو الإشارة. في ذات الإشارة نراقب السحاب عندما يكون الطقس غائمًا، أطلب منها: شوفي السحاب تمشي / كيف عرفتي؟ / طيب انا اقولك طالعي في طرف عمود النور وشوفيها من ورا وهي تمشي او طالعي طرف المبنى هذاك وشوفيها.. وبعد ثواني من التأمل: والله صح تمشي!

عرفتُ قوائم تشغيلها المفضلة، وخططها لنهاية الأسبوع، وخمولها يوم الأحد، وتميزها وأدبها، سألتني: ايش تسجعي؟ الهلال ولا الاتحاد؟ طلبت منها إعادة السؤال للتأكد من تسجعي؟… أجبتها: صراحة ما أسجع ولا فريق!

أطلعتني على مكان جلوسها في الفصل، ومن هم صديقاتها، ورقمها التسلسلي، صارت تعرف كما قلت متى تغادر قسمها وطريق وصولها إليّ، وأي الكراسي تحركه لتجلس إما بجواري أو أمام مكتبي. أسألها كل يوم: كيف كان يومك؟ وصارت تعرف كيف تجيب، تصف لي يومها منذ أن تركتها للحظتنا، وهي تحسب الفسحة (حصة الفسحة) وعندما لا تكون في مزاج جيد تختصر الإجابة، فـ أُطيلها بسؤال: من من صديقاتك سعادتك اليوم؟ / ساعدتني في ايش؟ / اممم في حل أوراق العمل؟/ احنا كل وحدة لها ورقة لوحدها -_-

هناك أيام وهي قليلة يكون الصمت سيد الموقف، صباحًا أو في العودة، إما لنعاس يكاد يأكلنا أو لمزاج مرهق! لكن وجودها غير من روتين صباحي، وصرت أصل مبكرة لا لبصمتي وإنما لوقت الحصة الأولى، لا أريد أن تفوتها أي فقرة صباحية إن وجدت.

أحب الأطفال، ومن يعرفني يعلم ذلك، أحب قضاء وقت معهم وإن قصر، ومحادثتهم ومشاركتهم وتعليمهم وكل ما اتصل بهم، هي سارة وسارّة فعلًا، كثيرًا ما ابتسم أو أضحك بسببها، سعيدة بها.

ملاحظة:

أثناء كتابتي قفز إلى رأسي الكثير من الحوارات التي كانت بيننا، لكن آثرت الاحتفاظ بها، أفكر في كتابتها بدفتر يومياتي، لكونها عفوية لحظية ولطيفة.