نسج الهدوء

مدخل:
دائما أرى من البدايات الزمنية فرصة لجعلها بداية فعلية لأمر ما، وهذا ما حدث معي في مطلع 2025. إلا أن هذه البداية كانت أقوى، إذ تزامنت مع مرحلة تشافي حقيقة عدت فيها إلى مشاعل التي لطالما عرفتها. أحمد الله على قدرتنا على التجاوز والتخطي والبدء من جديد مستقرين هانئين هادئين بعد ركض محموم ومتصل.

كتبت في أول صفحة من دفتر يومياتي: الهدف الأساسي من هذا العام: التركيز – الهدوء – الاستغراق – التروي – البطء – السكينة. أردت أن يكون عام 2025 عامًا للتركيز، للتمعن، للتأمل، للوتيرة الهادئة، للروتين، وللأعمال البطيئة أو التي تستدعي جمع كل ماسبق. أريد أن أجمع ذهني في كل مرة لأمر واحد فقط، وعند انشغالي بشيء ما، أمنحه كامل انتباهي، دون مقاطعات أو التنقل بين مهمتين في آن واحد. بدأت ذلك بتناول الطعام إن كنت وحدي دون هاتف أو تصفح لأي تطبيق أو مشاهدة نتفليكس، فقط أنا ووجبتي أتأمل كل لقمة في طريقها إلى مستقرها الأخير. كذلك أقرأ كتابًا واحدًا في كل مرة ما لم تستدعِ الحاجة غير ذلك، وسأحاول مقاومة الرغبة في تعدد القراءات – لا بأس. #فاصل: بالمناسبة، حظيت مؤخرًا والحمدلله بمجموعة عناوين كتب ولا في الأحلام! 

في مناقشاتي وحواراتي، أستمع وأركز أكثر. حين أقود السيارة، خففت قليلًا من عادة الاستماع لشيء ما، لا أستطيع التوقت تمامًا ولكن قللت ذلك. وبالطبع كتابة يومياتي أكثر، خصصت دفترًا أشبه بصندوق امتنان، أسجل فيه ما أمتن لله عليه في يومي كاملًا، وآخر للأفكار الطائرة. والآن أكملت شهري الأول وأنا أدوّن يوميًا قائمة قصيرة بأبرز مواطن شعور الامتنان في يومي، وهذا الالتزام وحده يكفيني ويعزز شعورًا لطيفًا كما يجعلني أنتبّه لما أعبر خلاله في يومي من جمال ونعيم، والالتفات إلى النعم خصوصًا تلك التي اعتدنا عليها.

أخيرًا، عدت للتطريز ولكن بشكل مختلف، لفكرة أردتها منذ سنوات، وهي اختصار يومي بتطريز رمز واحد (هايلايت) لكل يوم، الفكرة ممتعة وتدعم تركيزي وملاحظتي وتأملي. عمومًا، أحب الأعمال اليدوية لأن شرطها الاتزان والهدوء والتمعن والغرق! التطريز سيدهم جميعًا وملك الهواجيس بعد المشي والاستحمام وغسيل الصحون وقيادة السيارة < دواعي الهواجيس. 

قراءات شهر يناير:
كما يظهر، كانت مدخلًا لموضوع الطعام، باستثناء رواية “قاموس الكلمات المفقودة” التي لم أكملها بعد إلى وقت لاحق بإذن الله.لم أعتد على حصر قراءاتي ولكن يبدو ستكون عادة جديدة لهذا العام، الهدف منها تذكير نفسي بأنه رغم كل الازدحام الذي أعيشه في أيامي، ما زال هناك متسع.

تقييم للشهر الأول:
بالنسبة لصندوق الامتنان كما قلت، هو الأكثر التزام وتفعيل من بين الأفكار، كتابة يومياتي تحتاج إلى مزيد من الوقت والانفراد والكتابة، الأفكار موجودة في رأسي لكن أنشغل عن كتابتها بكامل شكلها وأكتفي ببضع كلمات غارقة في الإيجاز، التطريز لم ألتزم بعد إلا بيومين تقريبًا ولكن لا بأس لأن تنفيذ الفكرة في أساسه بدأته متأخرة، منذ 18 يناير. بحاجة للانتباه أكثر من أجل تحقيق أهداف التركيز والانتباه وعدم التشتت.


مخرج:
في خضم تسارع الحياة بكل تفاصيلها، أجد نفسي في حاجة ماسّة إلى نقيض ذلك. ومن حق نفسي عليّ أن أسعى لتحقيق هذا الهدوء.

4 رأي حول “نسج الهدوء

  1. صباح الخير مشاعل بداية موفقة، بدأت بقراءة مدونتك مؤخرًا، أنا ضيفة جديدة هنا، أتمنى أن تنعمي بالهدوء والتركيز كما تأملين ..

    وأردتُ أن أخبرك بأن تستمري بالكتابة. صحيح أنكِ تكتبين أشياء شخصية جدًا، ولسنوات .. وتعليقي هذا لن يغيّر شيء، لكن أردتُ إحاطتك علمًا بأن هناك من يقرأ لك في الظل.

    Liked by 1 person

  2. أهلًا مشاعل، هل يمكنك الترحيب بقارئة جديدة لمدونتك؟
    أنا سعيدة جدًا بقراءة مدونتك وبالتفاصيل الهادئة التي تملؤها. أشعر بشعور جميل لم أشعر به منذ وقت طويل…
    شكرًا لمنحي هذا الإحساس الدافئ، وأتمنى لك الكثير من الهدوء والسعادة.

    Liked by 1 person

    1. أهلًا دانة، بالطبع ومن دواعي سروري الترحيب بكل ضيفة جديدة تمر بمكاني القصي
      حياك الله ونورت المكان 💜
      شاكرة لك كلماتك اللطيفة

      إعجاب

اترك رداً على Danah إلغاء الرد