مفاضلة

أحاول دوما فهم نفسي، إدراك ما أعبره ويعبرني، كما أحاول الاستغراق في كل شعور كما يقتضيه على افتراض لا إفراط ولا تفريط، قد أنجح في ذلك أحيان دون أخرى، وتستمر محاولاتي بهدف الخروج بما لا يسمح لتكرار ما كان إن رافقه ألم أو ثقل أو أي يكن مما لا أرغب بتكراره.

الآن أعيش أيامي جاهدة في الإمساك بما أكمل به، بعيدًا عن حجم/ كمية التفاصيل الجميلة -جدًا- التي عشتها في الفترة السابقة والتي بالضرورة سأبقى أتذكرها هي كما هي، لا يمكنني بحال غير ذلك! فجمالها ووقعها في نفسي عظيم وأصيل، لا يقتصر الأمر على الجمال وحسب، هناك الكثير فعلًا.

لكن إلى جوار ذلك مررت بفترة كانت ثقيلة، كتبت عنها هنا، وتلك الفترة هي أول ما ظهر في رأسي عندما انتهى الأمر، لماذا؟ لأني ببساطة قاومت خلالها أمورًا جوهرية تهمني ولشدة أهميتها وصل الحال إلى أشبه ما يكون بالمراوحة بينها والعاطفة، وبالطبع رجحت كفت الأخيرة، ولأن ما آلت إليه الأمور كان خيارًا واردًا حينها.

قد نُسلب بعضًا من قوانا أمام ما يعجبنا جملة وتفصيلًا، هذا ما اكتشفته مؤخرًا، والآن لن أثقل على نفسي، لا فائدة من ذلك إنما المستفاد من هذا أن الأمور لا تؤخذ بالعاطفة فقط وإن رغبنا بشدة شديدة جدًا! والأهم ألا نهمش تفاصيلًا وإن صغرت، أتذكر جيدًا استغراقي حينها في حيرة ألقت بثقلها على أيامي، حيرة من تلك التي لا أعلم معها كيف سأقرر فتزداد الأوقات ثقل وأبعد خلالها من شعور الراحة وأن أكون: أنا.

عادة وهذا الطبيعي، أن يفكر المرء بتضمين كل ما يهمه في الوصول إلى قرار، كل التفاصيل تؤخذ بعين الاعتبار من أجل المفاضلة بينهم، أيهم أولى وأيهم يمكننا الاستمرار مع وجوده وأيهم يفضل ألا نستمر وأيهم يستحيل معه مضينا قدمًا، هذا ما اعتدت عليه في قراراتي. إلا هذه المرة -لسبب أعلمه- في الحقيقة لم تكن التفاصيل عابرة ولا حيرتي، أتذكر جيدًا ما كتبته، كنت عبارة عن كومة من التساؤلات، مع ذلك لم أملك شجاعة كافية واخترت الطريق الأسهل لاعتبارات عدة آخرها نفسي مع اقتناعي لحد كبير!

كما قلت في التدوينة السابقة، كل يوم أخف من سابقه، لكن رأسي محموم بعض الشيء، ومتعجبة من نفسي، وما زال الوقت مبكرًا لكن إن كنت سأذكّر نفسي بشيء مما كان -حتى الآن- هو الوقف بحزم أمام ما يهمني وإن كان أثره يصل إلى تغيرات كبرى أو ضد ما أتمنى وأرغب وأريد، وألا أهمّش ما أعلم بأهميته بالنسبة لي، وألا يقتصر نظري إلى المدى القريب مع واقعية وعقلانية في الحكم. والأهم: الاهتمام بالأولويات دومًا.

من قبل ومن بعد، نحن وأيامنا بكل ما فيها بين يدي حكيم عليم، لكن بطبيعة الحال (بشريتنا) تفرض وجودها 😃

رأي واحد حول “مفاضلة

أضف تعليق