تشويش

عند الساعة العاشرة وربع صباحًا استيقظت كعادتي أثناء نومي للحظات رأيت فيها تنبيه ٣ مكالمات و١٦ رسالة واتساب كانت من مندوب التوصيل. اتصلت به وأخبرني بعودته مرة أخرى في الظهر، وصلت سلسلة الحي في وقت قياسي. الغداء كان عبارة عن طبق لحمة مفرومة تشبه حشوة السمبوسة في رمضان طبق مفضل منذ الطفولة. بعد المغرب نمت أنا وماما بشكل مفاجئ ولا أعلم ما سبب تلك الغفوة -بالنسبة لي- لم أكن نعسانة أو مرهقة لكني كنت محبطة.. شعوري يشبه التجويف المفرغ: خواء، سواد، برودة وصدى. نصف ساعة تمارين رياضية واليوم كانت أشد من قبل أظن التطبيق سيتدرج في مستوى التمارين. بالسابق أنا في مواجهة: المدرسة بكل ما فيها من إدارة وطالبات وزميلات ثم الجامعة والواجبات والدروس والمحاضرات المملة ثم البيت ووالدي وكل ما له علاقة بهما ثم صديقاتي وأنا أما الآن دخلت في مواجهة مركزة غير منقسمة سوى لمشاعل! أجدني أمامي طوال الوقت.. صحيح أني شخص بيتوتي لكن باختياري! متى ما تحول الأمر للإجبار سيختلف الحال والمدة أيضًا تحكم. أكملنا ثلاثة أشهر..

د. نور حمد تفكرنا بمنشور على فيس بوك بمرور عشر سنوات على تخرجنا من الثانوية. نور صديقة الإبتدائي ثم المتوسط فالثانوي.. عندما قرأت ما كتبت ثم التعليقات، أكثر ما لفتني هو توزعنا على بلدان مختلفة بعد أن كنا في مكان واحد، حتى ما وصلت إليه كل واحدة فينا بعد هذه السنوات. كان عدد المشار إليهن يقارب الـ 45 طالبة؟ زميلة؟ صديقة؟ أي كان.. عشر سنوات غيرت الكثير. نور مذهلة عندما يتعلق الأمر بالذكريات.

أعتقد أن منيف وصفني في سطر مررت به خلال قراءة الأخدود عندما قال: فقد كانت تشعر بالراحة والرضا والقلق والخوف معًا. كانت مشاعرها مختلطة، مضطربة، وأقرب إلى التشوش.

السبت 6 يونيو 2020