A trying day

يوم طويل ومرهق، بدأته بالتأخر في الصباح، ثم حصتين لطالباتي وأخرى تدريب للصف الثالث متوسط خلال ذلك كنت أحاول مذاكرة مادة النحو والصرف التطبيقي في أوقات الفراغ بين الحصص، وانتهى دوامي بمناوبة امتدت إلى الرابعة. مع مراعاة أن محاضراتي الافتراضية بدأت في الساعة الثالثة واستمرت إلى السابعة في المنزل.

حدثت مواقف ومررت بأفكار وحالات كثيرة.

تلقيت رسالة كنت متوقعة وصولها في أي لحظة خلال السنة، وصلت مبكرًا بعض الشيء. في الفترة الحالية لا أرغب ولن أحسن الرد، لأن الموضوع خرج من دائرة اهتماماتي بعد أن استغرق ٣ سنوات كاملة من المحاولات والتفكير دون حدوث أي نتيجة أو ربما كانت النتيجة ما لم أسعى لأجله. والفجوة الزمنية تحدث الكثير في العلاقات، تحدث ما لا يمكن ردمه. كيف وإن كانت مع سوء تعامل تجاه كل محاولاتي لاستمرار هذه الصداقة. لماذا نبادر بما نعرف نتيجته لكن إن حدثت نقلب الطاولة؟ هل يعتقد بأني سأبقى عالقة في صداقة وصلت لنقطة الضد مقارنة بما كانت عليه؟ لا أستطيع الرد لأني أتذكر شعوري المثقل وحزني الذي كنت أحمله معي أينما كنت، حرفيًا كنت أعيش في ٢٠١٧ وأنا أحمل معي ألم عدم وضوح مصير صداقة استمرت لثمان سنوات. كنت في حالة لا يمكن وصفها، سنة كاملة عشتها بألم حاد، بشعور لم يخففه مرور الأيام بل زاده حدة وثقل ووجع. الأمر نفسه بالنسبة لسنة ٢٠١٨ لكن الحدة خفت والألم لم يزول. كنت أدخل في نوبات حزن حقيقة لم يسبق لي معرفتها. أتذكر-بعد كتابة هذه الكلمة ذهبت للبريد ألقي نظرة على رسائلي المرسلة إليها- وجدت جزءًا من رسالة كانت بتاريخ ٢٠-٧-٢٠١٨ كتبت: سنتان تقريبًا، ما يقارب ٧٠٠ يوم، ٧٠٠ نهار  ٧٠٠ ليل.
الأرقام تساعدني لفهم جانب آخر من واقعية الأمور. كم وصلنا؟ ١١٩٩ يوم! هل تجبر؟ لا أظن.

ربما قبل سنة، عدت لدفاتر يومياتي لأرى كيف كنت أكتب حول ما حدث، بدأت من أكتوبر ٢٠١٦، كنت أكتب بكثافة رهيبة. ٢٠١٧ لا يكاد يمر أسبوعا دون أن أكتب شيئًا أقصد به هذه الصداقة، ٢٠١٨ خفت وتيرة كتابتي كثيرًا لكني كنت أكتب بحدة. أما فيما يخص ٢٠١٩ فلم أجد كلمة واحدة. لست متأكدة ولكن أعرفني قد يكون هذا قرار مني حينها بأن لا أكتب أي شيء يخص الموضوع. لأنه يكفي!

أتذكر ما مررت به جيدًا لأن ولأول مرة يستغرقني أمر لسنوات، لغة رسائلي كانت جديدة لم أعتد أن -استجدي- شخصًا بهذه الطريقة. وجدت فيها ضعفي، رجائي، طلبي للتوضيح والفهم، تكرار المحاولات ووصفًا صريحًا لما أمر به. في المقابل؟ لن أسمح بالمزيد، حتى هذا الوقت الذي أكتب فيه هذه الكلمات يجدر بي أن يكون لفعل أي شيء آخر. ستبقى من أجمل صداقاتي ويبقى في قلبي مكانها عزيزة لكني لست متأكدة من إمكانية عودتها فضلًا عن استمرارها. قلت لن أرد وأراني ها أنا قد كتبت.

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٠

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s