أجلس الآن إلى مكتبي، ولدي قائمة مهام طويلة تنتظرني لكني اخترت من بينهم: كتابة مراجعة حول آخر ما قرأت. كتاب: الموت على كنبة مريحة.
بدأت قراءة هذا الكتاب صدفة، وقع عليه الاختيار من بين كتابين، اخترته لأني رأيته مناسبًا لأجواء جدة الأكثر من رائعة، تزامن كذلك مع قراءة الشهر الأخير من عام 2025. أول ما بدأته مع تعليق الدراسة بسبب هطول أمطار غزيرة، لذا كانت صورة البداية من حديقة الحي والطقس الجميل وآثار المطر ظاهرة، ولو كان للصورة قدرة لإيصال الأصوات المحيطة لنقلت لعب الأطفال وسعادة الكبار الواضحة.

البداية مع الثلاثاء ٩ ديسمبر، ومنذ الفصل الأول أدركت أنه الكتاب المناسب في الوقت المناسب، ذلك لأنه امتداد لما بدأته منذ أربعة أشهر، أمضيت الشهور الأخيرة من العام لاكتساب تغيير حقيقي يرافقه أسلوب حياة لا بهدف الوصول إلى نقطة ثم التوقف.
لي محاولات مكررة، لكن للأسف كان يغمرها في كل مرة خطأ، يجعل من النتيجة مؤقتة ثم وبمجرد التوقف وعودتي إلى أسلوب حياتي المعتاد، يعود كل شيء لما كان، نتيجة حتمية ومتوقعة.
دائمًا أتمنى الوصول إلى أرقام صحية وطبيعية ومن قبلها نمط حياة أقرب ما يكون للصحي، لن أقول وزن بالعموم إنما التفاصيل الدقيقة، وبالأخص نسبة الدهون والعضلات. تجاربي السابقة عادة ما تكون بتدخل خارجي، جداول متابعة دون الأخذ في الاعتبار لأي عامل أو سبب، ربما يعود ذلك إلى رغبتي في الحصول على نتائج سريعة.
قررت هذه المرة، أي في الربع الأخير من العام، أن تكون بداية جديدة ومختلفة بكل معاني الاختلاف، لا جداول ولا اشتراكات ولا متابعات خارجية. أردت في الأول اكتساب ما يساعدني على فهم ما يحقق لي ما أريد، اكتساب معرفة تقودني إلى فكر يتحول بدوره إلى سلوك وتطبيق، جميع ما سبق يمكنني من اتخاذ ما أريد أسلوب عي طويل.
أدوات البداية محدودة لكنها نافعة، ميزان طعام وتطبيق MyFitnessPal بالإضافة لساعة آبل. هذا كل ما لدي، حاولت تحديد سعراتي مع التحكم في نشاطي وبالأخص خطواتي، ثم أضفت إليها بعض تمارين المقاومة بالأوزان (لم تتجاوز 3Kg) ومؤخرًا مع عرض اليوم الوطني حصلت على جهاز أوربتكال. لحق ذلك طبخ العديد من الوجبات الصحية، في الحقيقة يمكنني قول تعرفت على قدرتي في الطبخ والأهم أنها أطباق لذيذة وصحية. هذا جانب لم أكن أعرفه عن مشاعل، في المحاولات السابقة كانت الوجبات دون أي اجتهاد، لم تكن لذيذة ومحدودة وهذا حينها سبب كافي لشعوري بالإحباط، أما الآن فالأمر اختلف كليًّا. أضفت أصنافًا جديدة، تعرفت على بدائل لذيذة، ومزجت الكثير والكثير. على ضوء ذلك أنشأت Collection في كل من تيك توك وانستغرام أجمع فيهما الوصفات التي طبقتها أو التي أنوي. بعيدًا عن خسارة الدهون، أنا سعيدة جدًا باكتشاف جانب الطبخ هذا، أود الكتابة عنه لاحقًا بإسهاب.
كانت الخطة تسير بنجاح باهر، بملاحظة جميع من حولي، فقدت بهذه الطريقة ما يقارب 12kg، كل شيء يبدو مثاليًا، عرفت خلال هذه المدة ما يحتاج إليه الإنسان ليعيش بأسلوب أقرب للصحي، تجربتي كاملة كانت قائمة على التجربة، أجرّب وأترقب ثم استنتج ولاحقًا أبحث وأتأكد. لاحظت مؤخرًا بدء نقصان وزن العضلات، فكان لابد من اتخاذ خطوة إضافية لكنها كانت مؤجلة لسبب أجهله.
بعد قراءة الفصل الأول من الكتاب، تأكدت من أنه العنوان الأنسب للفترة والتجربة الحالية. ثم وفجأة، صباح يوم الخميس، أي بعد يومين من بدء قراءة كتاب الموت على كنبة مريحة، عدت للبحث عن النادي الأخير الذي كنت منضمة إليه، وجدت لديهم عروض آخر السنة، فرصة مثالية بتحريض من كتاب! ثم آخر صفحة من الفصل الثاني كتبت ما يلي:

من الجيد إن استطعت قراءة ما كتبت أعلاه! وعليه بفضل الله اكتمل نصاب رحلة التغيير، وبدأت فصلًا جديدًا، ما زالت التجارب قائمة والاكتشافات كذلك، والرحلة طويلة.
خلاصة ما سبق:
كان كتابًا محفزًا للتسجيل في النادي + زيادة نشاطي وحركتي خارج نطاق التمارين والانتباه لمدى حدود ساعات الجلوس والراحة من كل يوم.
ملاحظة:
عودة لسيد الملاح، للمسبح.. كتبت مرارًا عن عادة الذهاب أسبوعيًا لقضاء ساعة سباحة، اخترت مساء الجمعة لهذه العادة، والآن عدت لها من جديد. وهنا تأكيد واضح بارتباط المسبح بالبدايات الجديدة مع نفسي.
