
مسلسل قصير من أربع حلقات، أظن أنه قد لا يروق للكثيرين بسبب رتمه البطيء ونهايته المفتوحة التي لم تُشبع فضولي. 😅
لكن شخصيًا أعجبني كثيرًا، لا سيما جانب الحوارات، كانت وفيرة وطويلة، ومليئة بالتفاصيل النفسية الدقيقة. تطرّق المسلسل بوضوح إلى جوانب متعددة من الحالة النفسية للمراهقين، والفجوة المتّسعة بينهم وبين محيطهم، وتأثير التنمّر، ومواقع التواصل الاجتماعي، والعزلة التي ترافق كل ذلك كإشارة مبطّنة على أن هناك أمرًا ما ليس على ما يُرام.
المشاهد تنمّ عن عمق في السيناريو، واستطاعوا إيصال أفكار معقّدة بذكاء وواقعية. عمومًا، تفاصيل المشاهد سواء في قصة “جيمي” أو غيرها، تستحق أن تُدرّس. تنقلاته النفسية كانت لافتة، ولا يمكن إغفال موقف والديه وشقيقته، وكمّ الألم ولوم الذات الذي لا يُفارقهم.
مما لفتني هذا الحوار:
“This isn’t you, threatening kids, wrecking your van… I know you’re angry.”
الترجمة (اجتهاد): “هذه ليست حقيقتك… تهدد الأطفال، وتحطم سيارتك. أعلم أنك غاضب.”
جملة أرى أنها تختصر الكثير من جوهر الإنسان، ولأني عشت فترة كنت فيها غاضبة من أمر ما، ولم أكن أدرك حينها حجم تأثير ذلك الغضب على تصرفاتي — ولو جزئيًا — إلا لاحقًا. صرت أكثر وعيًا بالغضب، وأثره الممتد فينا. ولولا بقية المشاعر، لكنت جزمت أن أي سلوك خارج عن طبيعة الإنسان المعتادة قد يكون سببه الغضب… هكذا ببساطة. لكن، في كثير من الأحيان، تتداخل الأمور ويكون الغضب آخر ما يُمكن تبرير ما يحدث به.
كان مسلسلًا مناسبًا لليالي العيد الطويلة الهادئة.
#Adolescence #netflixseries