قراءة الفصلين الأولين من كتاب الأستاذ والمجنون: قصة القتل والجنون ونشأة معجم أكسفورد للغة الإنجليزية، كانت كافية لترك الكتاب جانبًا والبدء في البحث عن المعاجم الإنجليزية لدي، ولي معها قصص وذكريات طويلة، للأسف وضعها في مكتبتي محزن وصعب لعدم وجود مساحة كافية، رغم حبي الشديد لها إلا أن الكراتين الجانبية تحتضنها.

لست متأكدة من أن ما وصلت إليه هو كل ما أملكه، لكن أعتقد على الأقل هذا ما تبقى لي من مكتبتي القديمة.. هناك بعض معاجم بالحجم الصغير جدًا، من شبه المستحيل الوصول إليها. وهذه الصورة تختزل سنوات من حب الاقتناء والاطلاع على المعاجم. حاولت تذكر أقدمهم وأظنه من مكتبة تهامة في شارع حائل كنت حينها في المرحلة المتوسطة وما دفعني لاقتنائه كتب عليه: Children’s thesaurus. ثم مكتبة العبيكان في فرعها القديم بمجمع العرب وآخر بناء على توصية من تيتشر سميرة عندما كنت في الصف الثالث ثانوي، الحقوا فيه معجم رهيب عليه خصم في جرير! أتذكر أني حصلت عليه ب٨٠ ريال بدلًا من ١٥٠ أو أرقام حول هذين السعرين، ثم مكتبات متفرقة وبعضها من أمازون مؤخرًا.
وحبي للمعاجم قديم، وباللغتين العربية والإنجليزية لكن حصرتها هنا على الأخيرة لأن الكتاب يتحدث عنها. أعود مرة أخرى، أقدمها منذ أن كنت طالبة في المرحلة المتوسطة وآخرها مع دراستي لبكالوريوس اللغة الإنجليزية والترجمة، وكل معجم يأتي بقصة ودافع جديد للاقتناء، تارة أحادي اللغة وآخر ثنائي، وهناك ما هو لاستخدام معين وهكذا. لا أستطيع بحال القفز تجاوزًا لقسم المعاجم والقواميس في أي مكتبة، سحر حلال لا مثيل له.

ولا أنسى هنا جمال مقرر علم المعاجم Lexicography رغم صعوبة مذاكرته وإسهابه في التاريخ، إلا أني قررت الاحتفاظ بمذكرته إلى بعد التخرج.

هنا قاموس المشاعر، قاموس للكلمات التي لا وجود لها للتعبير عن مشاعر موجودة بالفعل!
وبالعودة للقراءة، تذكرت بأني شاهدت الفيلم المقتبس عن نفس الكتاب The Professor and the Madman والذي أظنني شاهدته سنة 2019، على كل حال.. متحمسة لإعادة مشاهدته فور الانتهاء من القراءة.
أخيرًا: للمعاجم على وجه الخصوص حب خاص، يدرك تفاصيله من أصيب له دون أي حب آخر متعلق بأي علم من علوم اللغة.