
أجلس في المقهي المفضل، ليس في مكانه القديم وإنما تعرض لإزاحة بسيطة. لا أتذكر بالضبط متى كانت المرة الأخيرة التي جلست فيها إلى طاولة من طاولاته قبل انتقاله الغريب هذا، ربما قبل ستة أشهر من الآن أقل أو أكثر بقليل. قبل انتقاله كان مغلقًا ولهذا توقفت عن موعد السبت الذي عادة ما أقضي ساعتي فيه. الآن عدت من جديد، أو لأني كنت بحاجة للذهاب إلى مقهى شرط أن يكون قريبًا. على كل حال، عودًا طيبًا.
جئت بنفس حاجتي السابقة للذهاب إلى مقهى، وقت مستقطع لرأسي وقلبي..كتبت أربع صفحات في دفتر يومياتي، على الرغم من قلة عدد الصفحات إلا أني أفرغت ما كنت أردده في نفسي لذا كان مختصرًا مركزًا. الأمر أشبه بصوت ضجيج يخبت بمجرد تحرك يدي للكتابة وبالوصول إلى آخر حرف، لا يوجد سوى الهدوء المرجو، نعم هذا التأثير السحري للكتابة معي.
عادة أحتاج بعد تعرض مكثف أي يكن هذا التعرض، إلى العودة للأصل ولما اعتدت عليه… الهدوء، هذا ملخص ضرورة ذهابي لمقهى أسبوعيًا في بعض الفترات، ودائما النصيب الأوفر ليوم السبت. بعض الفترات كان الصباح الباكر الوقت الأمثل لكن مع صيف جدة تغير إلى آخر العصرية قرب المغرب.
الأمر ذاته مع قيادة السيارة والفرفرة دون وجهة، الدافع لهما واحد.
هذه القدرة على التفكير في الأشياء البسيطة، في جوانب الروح، في هوامش الحياة.. هي أعلى أشكال الوعي، وإنه في هذه الحالة الذهنية التأملية الطفولية، التي تختلف تمامًا عن الحس السليم ومنطقه، نعرف أن العالم بخير. ــــــــ فلاديمير نابوكوف.
الكتابة وسيلة فعالة للتخلص من بعض الضغوط الفكرية، كما أن الإعتياد على المكان أمر يساعد غالباً في ذلك.
إعجابإعجاب