هبة

كنا ثلاثتنا أمام البحر، مساء نجلس في السيارة والرطوبة تكاد تخنقنا لكن هيامنا بجدة وبحرها يغير من تعاطينا مع طقسها ورطوبتها، يلفنا صمت لأننا نحاول التهام الآيسكريمات قبل أن يبدأ فيضان ذوبانها. جاءت إلينا فتاة عذبة، جميلة وهادئة.. تعرض بضاعتها، بينما يتفاوض معها من معي لم أقاوم بدء محادثة سريعه معها: كيف حالك؟ كل عام وانتي بخير…
ايش اسمك؟ هبة. ثم سؤالي المعتاد لمن هم في حالها، قد يكون مزعج لكني لا أستطيع تجاوزه: تروحي المدرسة يا هبة؟ رحت إلى صف خامس ثم وقفت… تحول النقاش إلى مزح لطيف سريع، ثلاثتنا وهي، ضحكنا.

كانت تبيع أشياء متنوعة، منها مجموعة ورود، فاوضتها وأخذت ما أرادوه بنصف السعر الذي قالته في البداية، بينما أعود بسيارتي للوراء من أجل الخروج، كانت تحاول مسرعة سحب وردة، قالت: استني.. استني.. خذي وردة مع اني أول مرة أشوف وردة تاخذ وردة.. لالالا يا هبة لا تخليني ارمي نفسي في البحر هاه!! وممكن تعطيني وردة حمراء؟

آخر ما قلته لها: أعرف يا هبة إن الظروف ممكن تكون صعبة جدًا، ولكن حاولي تكملي دراستك لو مسائي أو منازل.. حاولي يا هبة.

أرجوك!

أضف تعليق