على هامش نهاية النسيان

أكتب الآن في آخر ساعة أو نصف ساعة من يومي الطويل والممتلئ جدًا وقد مضت ست دقائق على تنبيه وقت النوم الذي حددته أثناء حماسي واندفاعي لتحسين جودة نومي.

في غمرة انشغالي اليوم، قرأت تنبيهات الجوال خطفًا لأرى رسالة من مجتمع مستنار: هل قرأت نصاب اليوم؟ قرأتها بعد إرسالهم لها بما يقارب الأربع ساعات إن لم يكن أكثر، ثم وضعت علامة غير مقروء لأعود إليها بعد التوقف عن الركض في ماراثون يوم الأحد.

نعم، اشتركت في مجتمع مستنار للقراءة واليوم أول قراءة معهم لكتاب: نهاية النسيان، التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي. وبعيدًا عن كل ما يمكن أن نخرج به من قراءة هذا الكتاب الذي ما زلنا في مقدمته، فكرت ماذا لو عدت للكتابة يوميًا؟ حسنًا سأبدأ اليوم بتوثيق ما طرأ على بالي في هامش قراءتي لنصاب اليوم.

أعادتني مقدمة الكتاب إلى فترة الطفولة وبالتحديد من عمر ثمان سنوات وما فوق، حينها بدأ أفراد عائلتي باقتناء أجهزة الكمبيوتر، الخط الزمني لعلاقتي بالكمبيوتر ليس واضح تمامًا إذا ما تعلق الأمر بالتواريخ، لكني أعلمه جيدًا. < أرسلت استفساراتي في مجموعة العائلة محاولة تحفيز ذاكرتهم لكن يبدو أنهم في سبات الأحد، وخالي الأكبر متعجب من تذكري سماحه لي بالعبث بكمبيوتره، وهل هذا مما ينسى؟ الجميل أن جيل الأحفاد التاليين لا أحد منهم يتذكر هذه الفقرات وهنا أعيش متعة الوصول مبكرًا لسرد تفاصيل حرموا منها، نعم حرموا. 😈

بدأت ربما بجهاز صخر، حصلت على جهاز خاص بي، وأظنه صخر ذلك الذي يعلمنا دعاء السفر، صفة الحج والعمرة والكتابة على لوحة المفتاح، ثم حصل شباب عائلتي على كمبيوتر حقيقي، علموني حينها كيف أفتحه وأغلقه فقط ثم يلزمني تولي أمري فيما يتعدى ذلك، وبعد مرات من الانفراد به، اكتشفوا عطلًا كنت سببه لأن خطوات الإغلاق لم أنفذها كما يجب. لا بأس، لم يتعدى استخدامي له تلك اللعبة الشهيرة، الألوان ننثرها على شاشة الكمبيوتر ثم نحطمها أو نثقبها ومتعة مسح جميع هذا وعودة الشاشة إلى ما كانت عليه وتكرار الكرة مرات عدة. ثم تطورت وانتقلت إلى الرسام، وما أدراك ما الرسام، ثم كبرت وانتقلت إلى الوورد وخطوط الكتابة وعبارات الحب والشكر لكل عائلي، ثم تطور الأمر وطالبت بجهاز كمبيوتر خاص بي، حينها كنت في الصف الخامس، وفعلًا حصلت على كمبيوتر بكامل ملحقاته الأساسية بتمويل من جدي لوالدي رحمه الله، كنت أكتب وأطبع، أكثر ما يشغلني وقتها وكل ما كنت أقوم به، ثم وصلت إلى بوربوينت أتذكر انضمامي بمقابل مالي إلى حصص إضافية في المدرسة لشرحه وكيف كنت مندهشة من هذا السحر! والأهم فقرة التسجيل الصوتي مع مميزات عكس اتجاه الصوت أو تسريعه، لكني كنت أعشق عكس صوتي ههههه وبدأت الصوتيات ومقاطع التركيب ومشاركتها مع من حولي. مع المرحلة المتوسطة دخلت عالم الانترنت لكن مع تأخر الاتصال وكثرة انقطاعه وقلة معرفتي، لم أتجاوز رسائل البريد الطويلة تلك (أتلقاها فقط) كذلك في المرحلة المتوسطة حصلت على أول لابتوب واستمر الحال على ما هو عليه إلى السنة الأخيرة من الثانوية، ومعها انتقلت إلى لابتوب جديد (لونه أحمر)، ثم تعرفت على المنتديات وفيسبوك مع حرص صديقاتي على التسجيل فيه قبل تخرجنا لأنه حلقة الوصل التي ستجمعنا لاحقًا.

هذا ما تذكرته سريعًا، والتفاصيل كثيرة والتطورات أكثر، تعرفت على الكمبيوتر في عمر مبكرة جدًا، ما جعلني أتذكر كل هذا هو امتلاكي لصور متعددة أظهر فيها كل مرة برفقة كمبيوتر مختلف، وهو ما ورد ذكره في مقدمة الكتاب (طفولة – صور – توثيق – بداية الانترنت – بداية الكمبيوتر)

ومن هنا أشكر أهلي على توثيقهم الرهيب! وعلى اتاحتهم لي التعرف على هذا الجهاز الجديد جدًا والحصول على نسخ متعددة منه.

ملاحظة:
مقدمة الكتاب كانت سببًا لطلبي من متجر وراق كتاب: الذاكرة، التاريخ، النسيان. وهنا تظهر متعة متجددة ألا وهي الوصول لعناوين كتب جديدة ضمن دائرة اهتماماتك ثم الحصول عليها، الجدير بالذكر كان مكتوب عليه باللون الأحمر: آخر نسخة. < الوصول لكتاب من خلال كتاب.

أضف تعليق