صخب صامت

رفقة الوقت.

نهاية أسبوعي هذه المرة جائت بعد فترة إرهاق شديدة اللهجة، وانعكس ذلك على نومي ومزاجي وجسدي ولحظات الفراغ، كنت بحاجة إلى قضاء أوقات بأقل عدد من الكلمات والبشر قدر المستطاع، اخترت كتاب (الصمت في عصر الصخب) رفيقًا لي في يومي العطلة، لم أعلم بأني سأحدد فيه كثيرًا وأكتب أكثر، يبدو حقًا وفقت في اختياره، مناسب لكل شيء في الفترة الحالية.

في الحقيقة، أود الكتابة كثيرًا وهذا ما فعلته بالأمس في دفتر يومياتي بعد صمت وانشغال ممتدين منذ شهر، كتبت حتى هدأت، بالأمس لاحظت فرق حالي عند النهاية عنه في البداية وهذا ملاحظ في مرات مشابهة، استغرقت الكتابة ما يقارب ساعة كاملة. مثل هذه الكتابة والتي عادة ما تكون بعد انقطاع واحتدام تأتي كضرورة واحتياج.

أكتب الآن وأنا جالسة إلى طاولة مفضلة في مقهى مفضل، يبعد عن بيتنا قرابة العشر دقائق، كنت أريد الذهاب لآخر لكنه بعيد وأنا في حال لا يسمح بأي شكل من أشكال (الكثير) سواء كان مسافة أو وقت أو أي شيء من كل شيء!

هذا المقهى إضافة لقربه يكاد يكون ممتاز في كل ما يقدمه (الساخن) وله إطلالة بنوافذ زجاجية واسعة جدًا، مما يتيح لي تأمل شوارع جدة فأهيم في حبها أكثر وأكثر. هل يعقل لقلب أن يعشق مدينة إلى هذا الحد؟ جدة بالطبع تستحق وبجدارة 💙🌊

كان هادئاً وبمعنى آخر لا صوت فيه ثم وفجأة بدأوا بتشغيل أغاني، لم يكتفوا مثلًا بموسيقى على أقل تقدير! وهنا تذكرت ما قرأته في كتابي قبل دقائق من خروجي إلى هنا: كل مشكلات الإنسانية تنجم من عجز الإنسان عن الجلوس صامتًا في غرفة بمفرده. نعم لم كل هذا؟

قرأت تغريدة تسأل عن أهم الدروس التي خرجت بها من ٢٠٢٣، بالنسبة لي، لم يكن درسًا بقدر ما هو تأكيد صريح وواضح، ربما سأقول بأني سعيدة أني خرجت بأقل الأضرار الممكنة مع عبرة قوية ودائمة.

انقضى الفصل الدراسي الأول وأنا في قسم الثانوي مع الصف الثاني ثانوي ومقرر الهندسة، وبدأ الثاني مع الصف الأول الثانوي ومقرر الفيزياء١، مر كل هذا وأنا لم أكتب!

أجمل ما يمكن أن يهديه الإنسان لنفسه، رفقة طيبة له مع ذاته، إذا ما أحسنها.. كل ما عدا ذلك سهل وجميل.

رأي واحد حول “صخب صامت

  1. الكتابة بعد انقطاع لها مفعول سحري.
    صخب الحياة اليومية هو نتيجة للواقع الإستهلاكي الذي نعيشه.

    إعجاب

أضف تعليق