ثرثرة

في هذه اللحظة من يومي، أشعر وكأن زحامًا أو احتدامًا أو حشودًا تسكنني، مضت أسابيع منذ آخر مرة كتبت فيها يومياتي وأقصد هنا الكتابة في دفتر يومياتي على وجه الخصوص وهو المكان الأهم. كتبت خلال ما مضى بعضًا من صباحاتي -في الدفتر-، إذ اعتدت على تضخم رغبتي في التدوين صباحًا وخاصة بينما أجلس إلى فوضى مكتبي، إلا أني لم أكتب أيًا مما يدرج تحت أفكار أو هواجيس أو أسئلة أو تحديثات أيامي، وكعادتي مع لحظات الصمت الكتابي هذه، لا تتوقف أفكار تقفز في رأسي تحت عنوان: نقطة مهمة للكتابة عنها.

هذا الصمت بالنسبة لي مزعج، تزامن معه قرار توقفي عن كتابة رسائل طويلة ويبدو هذه المرة إن لم يكن قرارًا نهائيًا فهو بالطبع طويل أمد فيما يخص تنفيذه، ومع هذا الحال دخلت في حالة صمت عميقة، لا يوميات ولا تدوينات ولا رسائل، فإن شيئًا لا يتسرب من رأسي! وتتراكم الحروف مع الكلمات والأفكار بجوار يومياتي منتظرة لحظة الفرج.

أود الكتابة عن أشياء كثيرة، عن حقيبتي والعمل في قسم جديد وزيادة سكوتي وأفكاري وكومة جيدة من الأسئلة واستنتاجاتي وتجاربي واكتشافاتي وامتناني وطالباتي وشعوري وهواجيس اللحظة وهذه وحدها تضم الكثير.. عن فهمي المتأخر بعض الشيء، وعن غضبي ولومي لذاتي والأهم أخيرًا تكامل الفهم إلى حد يسمح عنده بتجاوز كل ذرة غضب أو لوم أو حزن.

الآن 11:42م تتملكني رغبة في تحويل كل شيء إلى نص، ثم أفكر في قوة الصمت الظاهر هذه رغم كل ما يدور في الداخل هناك.

مخرج:

“ولكنني واصلت
‏وأنا مُتعب
‏واصلت
‏وأنا خائِف
‏واصلت
‏وأنا وحيد
‏واصلت
‏ولم يكُن لدّي من الرجاءات الكثير
‏سِوى أن لا أتعثر يومًا
‏في تعبٍ آخر، وخوفٍ آخر، ووِحدةٍ أُخرى”.

رأي واحد حول “ثرثرة

أضف تعليق