Back to reality

أكتب الآن في الساعات الأخيرة من العطلة الصيفية، والتي استمرت لسبعة أسابيع. ها قد انتهت، ونهايتها هذه المرة جاءت مختلفة بعض الشيء عن بدايتها. كانت عطلة مختلفة في بدايتها ثم في منتصفها وحتى الآن في ختامها.

في الحقيقة، أفضل دومًا العودة للروتين ولا شيء يضبط أيامي مثل ما يفعل الدوام! حيث تحدد أوقات النوم والاستيقاظ وتحترم الساعات خلال اليوم، ويكون لكل نشاط وقته ووزنه ومعناه، يرافق هذا ظهور قيمة عطلة نهاية الأسبوع لاختلافها عن أيام العمل.

ومن هنا فكرت في شيء آخر مرتبط بكتابتي هذه، ألا وهو تفضيلي لتمييز البدايات والنهايات، مثل بداية الإجازة ونهايتها، وهذا فعل قديم.. حاولت الوصول لأقدم مرة بدأت فيها هذه الاحتفالات الصغيرة ولم أستطع التذكر، لكن لطالما كانت لدي خطة لكل أول وآخر، دائمًا دائمًا! هذا شيء أصيل منذ طفولتي، ربما بدأ بيوم الثلاثاء الذي كان ينتهي به دوامي في الروضة عندما كان الأربعاء هو آخر أيام الدوام، يوم الثلاثاء ارتبط بذهابي إلى مسبح بحيرة القطار أو زيارة بيت جدي. ربما تلك هي المرة الأولى التي أفهم فيها انتهاء دوام الأسبوع وما العادة المرتبطة بذلك.

أيام المدرسة وبالتحديد في المرحلة الثانوية، بقيت هناك (ساعة رقص) فعالية ثابتة بعد آخر مادة في الاختبارات النهائية، وفي المرحلة الابتدائية ذات يوم عدت مبكرًا من اختباري، كانت صنابير الحديقة للتو فتحت لتسقي الزرع، أغراني منظرها فألقيت بحقيبتي الصغيرة جانبًا ورحت أركض وسط الماء، كل يوم أرى هذه الصنابير لكن تلك المرة أردتها احتفالية الانتهاء من الاختبارات.

يمكنني كتابة قائمة -فعلي المفضل- تحوي المناسبات الصغيرة التي قررت الاحتفال بها أو تمييزها، مثلًا جميع نهايات وبدايات العطل الصيفية مرتبطة لدي بالذهاب إلى مقهى أو مطعم، وعادة ما أكون برفقة والدتي أو وحدي، مؤخرًا صارت هناك مشاركة صديقاتي المعلمات، لكن لابد من احتفالية صغيرة، الأساس أن تكون وحدي إما في مطعم الوجبة الواحدة أو مقهى، كما لابد من رفقة كتاب جديد ودفتر يومياتي، وهذا ما فعلته اليوم.

كتبت مرات كثيرة عن العودة للمدرسة تمامًا كما كتبت عن العطلة، وعامة كما قلت أحب تمييز مثل هذه الأوقات بفعل بسيط جدًا، وأحب الروتين والكتابة عنهم.

ذهبت اليوم إلى مقهى جديد، رونة، جميل جدًا وهادئ مناسب للتفكير والكتابة، ذهبت إليه كختام للإجازة وهواجيس السبت، ومحاولة تنظيم أفكاري بعد الفوضى التي مررت بها، كتبت خمس صفحات ويا جمال الشعور عند الوصول إلى كتابة النقطة الأخير. هذه من المرات التي شعرت فيها بجدوى الكتابة، كيف لي أن أرى أفكاري وكل ما يدور في راسي مكتوبًا أمامي فيهدأ بالي وينتظم حالي.

إجازتي هذه المرة كانت هادئة إلا أن رأسي لم يشمله هذا الهدوء، فعلت فيها الكثير مما أحب من الالتزام بالنادي والمشي والنظام الغذائي كما أن نومي كان منتظمًا إلا آخر أسبوع تقريبًا، التقيت صديقاتي وقضيت أوقاتًا طيبة بالمجمل والحمدلله، وبالطبع كتبت كثيرًا.

وبالحديث عن العودة هذه المرة مختلفة لأن تحمل معها تغيير في المدرسة، والخيرة دومًا فيما يختاره الله ولعل في هذه البداية خير لي ولهم.

رأي واحد حول “Back to reality

أضف تعليق