كعادتي في العطلة الصيفية، أميل إلى روتين هادئ وبسيط لكنه في الوقت نفسه يجعل من كل يوم كما لو أنه يوم جديد أو على الأقل هناك ما ينتظرني أو أنتظره، لم أبتعد كثيرًا عن عادتي هذه المرة، لكن ثمة اختلافات خاصة بهذه العطلة.
قبل قليل شعرت بحاجتي الشديدة للكتابة، هناك ما أود تفريغه، تأمله ومن ثم إعادة ترتيبه. مؤخرًا زادت الفوضى وتداخلت الأصوات مع الصدى، وأنا مذ عرفتني لم أتصالح مع الضوضاء، لذا لابد من فعل شيء ما يخفف من صخب رأسي فكانت الكتابة.
مرة أخرى، قبل قليل أمسكت بدفتر يومياتي وشرعت في الكتابة، احتجت إلى الحديث طويلًا وتفصيلًا.. وعندما بدأت تدوين اليوم ثم التاريخ في التقويم الهجري يمينًا والميلادي يسارًا، أدركت بأن اليوم يصادف تاريخ ميلادي بالهجري، إذًا، ها نحن من جديد مع ختام السنة الذي يصادف قدومي، وكما قالت لي صديقة ذات مرة بما معناه: جئتِ قبل السنة الهجرية بأيام وكأنك تريدين بذلك استقبالنا! اممم قالتها منذ ما يقارب العشر سنوات وأعجبتني لذا أهمس بها إلى نفسي حين أتسائل ماذا لو صبرتِ يا مشاعل قليلًا، ساعات إذا لا تريدي حسابها بالأيام؟ فتخرجي للنور غرة الشهر والسنة الهجرية التالية؟ لا بأس، من الناحية الأخرى وكما يقال: ختامها مسك.
الغريب، أنه ولأول مرة يلتقي يوم ميلادي في التقويمين الهجري والميلادي خلال شهر واحد، فذو الحجة احتوى السابع والعشرين من يونيو والسادس والعشرين من ذو الحجة، وبإعادة قراءة الجملة الأخيرة قد يتضح جليًا كيف أني أميل إلى اللحظات الأخيرة -فعلًا- منذ البداية.
كانت لدي قائمة قصيرة بقيت عالقة في رأسي لأسبوعين كاملين! تحتوي غرائب هذه السنة والتي أقصد بها هذا الشهر، القائمة كاملة عبارة عن عنصرين أحدهما الآنف ذكره، والآخر هو أنه ولأول مرة يتساوى عمري بالهجري والميلادي، أليست ملاحظة تستحق أن تدوّن؟ بالطبع نعم!