بلغت الثلاثين هذه المرة وأنا في غمرة الاختبارات النهائية مغمورة بتصحيح أسئلة الرياضيات. تخبرني ماما بأني جئت صباح أحد أيام الاختبارات النهائية عند الثامنة صباحًا، ولمزيد من التوضيح، أطل رأسي بينما الجميع يختبر. هل يمكنني أن أرجع حبي للدراسة لهذا السبب؟ ربما.
لم أكتب هذه المرة أي قائمة كما فعلت في السنوات السابقة 27-28-29 على الرغم من أن ما سبق يونيو هذه المرة كان كفيلًا بكتابة معلقات. والآن لا أريد توقف عادة كتابتي حتى بعد مرور أسبوع وأنا ثلاثينية.
عدت لدفاتر يومياتي منذ بداية 2022 لأرى ماذا يمكنني أن أسرق؟ اعتدت أن تكون الصفحات الأولى والأخيرة من دفاتري مختلفة، الجهة اليمنى مخصصة للاقتباسات التي أعجبتني أو تتلاءم مع ما أعبره في تلك الفترة وفي الجهة المقابلة أكتب قوائم لا أعلم ماذا أريد منها بالضبط، لكن حتمًا سأجد منها الكثير.
وبما أني كتبت تدوينة خاصة بـعمر الـ29 سأكتب الآن ما يتعلق بعمر 30 فقط. أي من بعد 27 يونيو 2021 إلى 27 يونيو 2022.
5:43م والآن لابد أن أتوقف هنا لأني على موعد مع رشا، وأمامي ربع ساعة قبل الخروج.
10:14م عودة بعد لقاء طويل هادئ تظل بعده أيام وأنت تعيد تفكيرك حول الكثير مما يشكل عليك.
سنة الثلاثين كان غربالها العلاقات، بمفهومها الواسع وكنت قد أغلقت هذا الملف من سنوات حيث الاستقرار يحيط بمعظم علاقاتي إن لم يكن كلها. لكن في هذه السنة ظهر ما قد وربما -وكل مفردات الشك- ما يمكن وصفه بـعلاقة. كانت شيء جديد ومختلف وتحيط بها الغرابة من كل مكان. كتبت حولها في دفاتري الكثير والكثير، كنت أحاول في جميع ما كتبت أن أفهم. تعذر فهمي أو تأخر أو كان ناقصًا ليس بسببي، لكن كما هو معروف لا يمكن لأي علاقة كانت أن تستقيم دون وجود أثر وبذل لطرفين، دون وجود للوضوح. الضبابية مهلكة ولن تستمر عرجاء بطرف واحد أبدًا. أردت المحافظة لكن كما كتبت في إحدى رسائلي:
“ذات مرة قالت له سأكتفي من الكتابة إليك وأستبدلها بالكتابة عنك. تكتب الآن وقد مضت مدة لو لم تكن تحاول فيها وحدها كغريق، لكانا قد وصلا إلى أرض صلبة. لكن كما ترين، وليست تعلم هل هذا واقعًا أم زاوية الرؤية تحكم الكثير. قالت كما ترين: للغريق يد واحدة، هي. هما ما زالا أو لا، هو ما زال في ذات المكان. في حين أنها من اجتازت المسافة وحيدة. هل تبدو ساذجة؟ كمن اختار سكب أفضل ما لديه على أرض لا مسام فيها؟ هل تبدو هذه العبارات مبتذلة؟ أو توحي بشخصية هزيلة؟ لا تعلم. تورطت به، هذا اعتراف خطير. وهذا التورط الحميد بالنسبة لها، بالطبع له أسبابه التي بالضرورة تختار تجاهلها لأنها ترى الأسباب توحي بضدها. أي متى ما انتفى السبب، انقضت نتيجته. ” كنت أعيش بين احتمالات لا يقين فيها، لا وضوح، لا أرض صلبة وهذا أبشع ما يمكن أن يكون دون أي محاولات للتلطيف. أفهم جيدًا اختلاف الشخصيات والظروف وما بينهما بل كل الأشياء محل اهتمام وتقدير لكن؟؟؟؟؟
وكالعادة يحق لي التنظير في تدوينة الميلاد دون غيرها، خلاصة السنة:
1- لابد من إدراك من أنت وقدرك وما تستحقين ثم لا تقبلي بالأقل.
2- أن أتبع ما يخبرني به قلبي لأنه غالبًا على حق.
3- أن أبقى أنا كما أنا أمام أي قرب، هذا الثبات والبقاء هو (الأثمر) لأنني ببساطة مشاعل كما يجب/ أريد أن أكون.
4- أن نعطي لمن يشعرنا بأنه يستحق، الذين لا يشعرونا بأننا وحدنا من يبذل ويحرص على استمرار هذه العلاقة. أي حرص على الاستمرار من الجهتين وإلا فالمغادرة حفاظًا على ما يمكن حفظه.
5- لا ندم على ود ولا لطف كان.
6- ببساطة وواقعية كلنا نستحق من يشعرنا بمكانتنا وقدرنا وأهميتنا لديه.
7- الشخصية والعقلية وطريقة التفكير ونقاط التشابه والاختلاف ومحاولات المحافظة والوضوح الوضوح الوضوح والصدق أساسيات لا يمكن التغافل عنها لأي سبب كان.
8- لا يوجد شخص مشغول 24 س لكن هناك شخص يريد وآخر لا. والتواصل مهم جدًا بأبسط أشكاله تفاعلًا على ما يكون، لا نطلب الكثير إنما أقل ما يمكن أن يطلق عليه (تواصل) على أنه من المعروف أن للتواصل اتجاهين متى ما غلب أحدهما الآخر ندرك هناك مشكلة ما.
9- البقاء في منطقة الاحتمالات هلاك، إما يقينا أو على الأقل وضوحًا وإلا فلا!
10- وقتك وتركيز واهتمامك وحرصك وشعورك كلها محل اهتمام، بذلها للشخص الصحيح – من يدرك ويقدر ويحترم- مطلب وضرورة وإلا ستكون مجرد هدر لا طائل منه. ضرورة الحفاظ على هذه الموارد 🙂
كل شخص منا يعلم من يكون، يدرك نقاط قوته وضعفه وما يميزه عيوبه وحسناته، في لحظة ما، وهي لحظة حادة وسيئة ستفكر في كل ما سبق لتدرك بأنك فعلًا تستحق من يظهر تقبله لعيوبك وأنسه بحسناتك، بك أنت كما أنت لأنك شخص رائع! نعم وبكل تواضع أنت شخص رائع والناس شهود من حولك وكفى بهم مقياسًا وقبلهم معرفتك بنفسك. والأهم البقاء على ما أنت عليه لأن محاولات التكيف والتغير ستمحو ما يميزك. أنا لا مشكلة لدي مع من تكون لكن أين كفك تساعدني؟ لا أرى يد ممتدة ومع هذا حاولت، أدركت السمات الشخصية وعلى أساسها حاولت كثيرًا وبكل الطرق الممكنة دون رجع للصدى. ما الحل المناسب في هكذا حال؟
أخيرًا، سعيدة جدًا بما خضته. سعيدة لأني بالعودة لدفاتري وجدتني كتبت الكثير. كنت أصف بدقة ثم أحلل وأفهم. تجربة جيدة تعرفت فيها على جوانب كثيرة من مشاعل. عشت تناقضات وتخبطات وهي نتيجة لعدم الوضوح والعيش بين احتمالات. لا ألوم نفسي على شيء كان، فلكل فعل سببه وقناعاته.
لدي الكثير لكن اعتقد بأن الأمر أكتمل في نفسي وأخذ ما يستحقه من كتابة وتفكير، لذا سأكتفي بهذا القدر.
همسة أخيرة: كوني كما أنت، ابذلي ما ترينه مناسبًا، توقفي عندما تظنين بأن عطائك محل إهمال، تأكدي بأنك تستحقين الأفضل دومًا. والأهم لا تندمي على ود أو لطف كان 🙂 وتذكري بأننا لسنا كاملين ولن نكون كذلك لكننا نسعى للتكامل، للتوافق ونحن مدركين اختلافاتنا الدقيقة أو الشاسعة. لا نبحث عن المثالية إنما للواقعية، للفهم والتفاهم. للوضح الذي من خلاله نواجه الكثير.
سنوات سعيدة أتمناها لكل العابرين من هنا.
على الهامش: متفائلة جدًا بفترة الثلاثينيات على الرغم من صعوبة السنوات الثلاث الأخيرة من العشرينيات. كانت جملة تحديات بمستويات صعبة لا مثيل لها وعلى جميع الأصعدة. لكن في المقابل، خضت تجارب ممتعة.
فاللهم عمرًا طيبًا ومن يريدنا بالقدر الذي نريده به أو ربما أكثر =)