صارت كتابة يومياتي أسبوعية أكثر من يومية إلا مع بضع لحظات تدفعني للكتابة حينها.
سرد أحداث الأسبوع كاملة دفعة واحدة، يحفز الذاكرة للإمساك بما تود إبقاءه مدة أطول، على الأقل إلى آخر الأسبوع، لكن في المقابل هناك لحظات تتفلت كانت ستبقى لو كتب كل يوم بيومه.
أعود للأسابيع السابقة، ليست بعيدة عن اليوم، ستة أسابيع فقط وأرى اختلاف ما كتبته فيها عن اليوم بما قد يصل إلى الضد. عشت كما قلت سابقًا تجربة مختلفة تمامًا جعلت أيام عملي تمتد من السادسة صباحًا وحتى السابعة مساء ثم حدثني عن تبعات ذلك نفسيًا وذهنيًا وجسديا! لم يكن الأمر سهلًا على الإطلاق تجاوزت صعوبته ما افترضته قبل البداية، وصرت أعاني من إرهاق متصل وقلة نوم ورأس مثقل وصمت يحيط بمعظم إن لم تكن كل أوقاتي ومزاج حاد، كتبت أثناء ذلك في دفتر يومياتي الكثير، كنت بحاجة للكلام لكن حلقي يؤلمني وإرهاقي يمنعني من خوض أي محادثات وإن وجدت نفسي في واحدة منها أختصرها إلى أقصر ما يمكن. باختصار لم أكن مشاعل وخفت من ذوباني إن استمرت هذه التجربة لفترة أطول كما لم أكن أرغب في المغادرة فورًا، أردت البقاء إلى وقت مناسب. لن أنكر، كان هناك لطفًا يخفف علي في لحظات عابرة، لكنه لا يقارن بحجم ما عانيته.
عدت لقراءة ما كتبته لأقارن ووجدت بأن قلة نومي والإرهاق هما أكثر ما تكرر خلال تلك الفترة كاملة.
في يوم كتبت:
تحديث 8:56م الحياة صعبة جدًا ولوصف أدق، الحياة وما فعلته في نفسي يجعلها صعبة، أسبوع سيء وحاد على الصعيد النفسي والجسدي، نومي سيء فقط 5 ساعات في اليوم ومهام كثيرة في كل الأوقات ومن كل الجهات، جهد مضاعف تجاه كل شيء. أكتب وأنا مثقلة ومحبطة وشعوري متضخم جدًا.
وبعد أربعة أسابيع مما نقلته أعلاه كتبت:
تبدو الحياة صعبة مؤخرًا بالنسبة لي، هي هكذا منذ أن بدأنا الفصل الأخير والذي يعود إلى آخر 2020م. عاد شعوري بمدى صعوبتها منذ بداية الفصل الدراسي الحالي وذلك لأني………. نتيجة لكل هذا أشعر أني تحت ضغط عال!
هذا بعض مما كتبته أثناء الستة أسابيع الماضية، كل ما أقوله الآن هو الحمدلله أن الله أنجاني من غير حول مني ولا قوة، كنت أعي أثر ما أعيشه على حياتي كاملة، على شخصيتي ونفسيتي وصحتي ومزاجي ورأسي، النوم وحاله السيء هو سيد الهموم وانعكاسه يغطي كل يومي فيزيد الطين بلة، كنت أفكر في الأضرار الجانبية، فيما سأفقده من قراءة ومشاهدة وأوقات راحة وهوايات مع استمرار الوضع الحالي، وما الذي يمكنه أن يتغير أو يحدث وهل يمكنني العودة بعد انتهاء كل هذا؟ لم تكن النهاية حاضرة إلا كطيف فكرة دون إجراء متخذ.
كان هذا حالي إلى نهاية الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الأربعاء 12 أكتوبر. أما الآن، أكتب من الجهة الأخرى، من تجربة جديدة ومختلفة تمامًا، ساقها الله لي بأفضل ما يمكن. بوادر هذه التجربة كانت من منتصف أغسطس لكنها لم تصل إلا في منتصف أكتوبر، ربما تأخرت لأدرك جيدًا قيمتها ومعناها أمام ما خضته من قبل. عاد خطي في دفتر يومياتي إلى حجمه الطبيعي بعد أن كان كبيرًا جدًا يمثل حجم غضبي وحزني، وعادت الكلمات متقاربة إلى ما كانت عليه بعد كل تلك المسافات الفاصلة بينها، هذه أولى علامات التحسن التي لمستها وأنا أكتب أسبوعي السابق. سبحانه جل في علاه يبدل الحال بين ليلة وضحاها. ممتنة لله لدرجة لم أصل إليها من سنوات، هذه النقلة ما زلت أستشعرها وأعيشها من أعمق نقطة في قلبي. ما عشته لن يكون عابرًا وأحتاج على الأقل ستة أسابيع أخرى أوازن بها ما مضى، بالطبع سأخرج منها بمعاني تبقى دروسًا في حياتي، أحتاج إلى تأملها ومن ثم كتابتها. ما أود قوله الآن هو ضرورة أن يدرب الإنسان نفسه على مهارة (المرونة النفسية) ولا شيء أرغب في إضافته إلى وقت لاحق.
تجربة غزيرة وكثيفة والحمدلله دائمًا وأبدا.
تذكرت دهشتي المتواصلة وتحول مشاعري من السعادة للحزن أثناء تنقلي بين صفحات مذكراتي والتي لم تكن يومية قط، تتبدل المفردات والتعابير وحجم الخط كما قلتي تبعًا لمشاعري وما أعيشه في تلك الفترة، وهذا الأمر مدهشٌ جدًا فلم نتعمد من إظهارها ولكنها تشكلت بنفسها.
الحمدلله الذي جعلك تنتقلين إلى تجربة أفضل وأخف، تلك التجارب الصعبة وُجِدت حتى نتعلم بعض من الدروس ولكن بالطريقة القاسية، ولنستشعر النعم التي يهبها الله لنا.
أعيش آثار تجاربي الصعبة في الوقت الحالي ولازلت أحاول معالجتها والعودة لحياة متزنة، لذلك كانت هذه التدوينة تلامس قلبي 💕.
إعجابإعجاب