لُطف

-1-
تشير الساعة الآن إلى التاسعة مساء من يوم الاثنين، اليوم أول اختباراتي النصفية في الجامعة من المستوى الأخير. تغيبت عن المدرسة في محاولة لاستغلال ساعات الصباح في المذاكرة. المقرر أقل مما اعتدنا عليه. أكتب الآن بينما أنتظر انتقال الصور من هاتفي إلى لابتوبي، مرهقة ونعسانة جدًا.

بالعودة للوراء قليلًا، بالأمس بدأنا الفصل الدراسي الثالث وهذه المرة الأولى التي يكون فيها فصلًا ثالثًا. أحتاج إلى ما يحفزني، أشعر بأن السنة الدراسية طويلة جدًا، إضافة إلى ذلك فإن دوامنا سيستمر في رمضان. آخر مرة ذهبت فيها إلى المدرسة في رمضان كانت وأنا في الصف الأول ثانوي. لا آبه إلا للعطش -_- وكيف سيكون الحال مع شرح الدروس؟

مزيدًا من العودة للوراء، أردت كتابة ملخص لإجازتي لكن نفسية ليلة العودة للدوام لم تكن تساعد، لعل أبرز ما كان فيها أنها كانت بيتوتية عائلية. أخيرًا وبعد توقف عدت إلى النادي. اشتركت ضمن عرض يضاعف مدة الاشتراك بنفس السعر الأصلي. عدت لحصص الرياضة وللسباحة، آه يا السباحة أكثر ما اشتقت إليه. أحاول جاهدة الذهاب يوميًا، حتى مع دوام المدرسة أو الجامعة. أريد أن يكون النادي ثابت في أيامي وليس خيارًا متاحًا متى ما كان وقتي يسمح.

-2-
قررت منذ أسبوعين أن أراقب لطف الناس من حولي، من ضيق الدائرة الاجتماعية لاتساعها، بدء من أقرب ناسي إلى أبعدهم. لا يخلو يومي من كم هائل مما يجعلني أبتسم وأحمد الله عليهم. رسالة من ماما تخبرني بأنها (تبلت) الدجاج من أجلي، وأخرى من آمال لأمر تعلم كيف تداريه بيننا وهنا رحاب تجلب كوب قهوة دون أن أطلبها ونتشارك أنا وخلود طريق العودة ولكل يوم شكله، تركي يحب أن يهاتفني شبه يوميًا ولدقائق قليلة وغدي تختار قضاء مشاويرها برفقتي وفطوم تشاركني منشورات وفطيم توثق لي متابعتها لمدونتي وهناك شذى وأسماء تفتقداني إذا ما غبت عن الجامعة، سجى تعزمني على خرجة وزينب تشاركني حركات طفلها، أمي (جدتي) تشتري لي نوع السمك الذي أحب، هبة وعزة تقولان بأنهما اشتقا لي عندما انشغلت ولم أغادر مكتبي والقائمة تطول وقلبي يهنأ ويتسع سعادة. اعتدت الانتباه وتقدير صغائر الأمور قبل كبيرها، هذه اللفتات الصغيرة هي بهجة أيامنا، هي ما يميز كل يوم عن سابقه إذا ما أكلنا الروتين، والانتباه لها يبهج الروح.

الناس للناس والكل بالله، سأستمر أتلمس هذه اللطائف فهذ نعمة عظيمة وأثرها على النفس كبير. نحن اجتماعيون بطبعنا، نحن بمن حولنا ونأنس بهم. فاللهم أدمهم نعمة وبارك فيهم.

-3-

أحتاج مزيدًا من ضبط لطعامي ونومي ما زال غير ثابت، كذلك جدول للتمارين الرياضية في النادي. يومي مزدحم بالطريقة التي أحب وهنا أذكر نصًا كتبته ذات مرة:

أعتقد أن أجمل ما يقدمه المرء لنفسه هو أن ينشغل بها ومن أجلها. أن يستمر سعيه للتحسين والتطوير وتحقيق الأحلام، وأن تكون دائمًا هناك خطوة تالية ومرحلة جديدة وتجربة مختلفة. أستمتع بالتحضيرات المسبقة، بمراحل البحث والسؤال قبل القرار ثم الوصول. يبقى الإنسان بخير طالما هناك محاولات وتطلع للأفضل.

حتى على المستوى اليومي، الإضافات والتجديد والتقدم والخطوات الصغيرة تعني لي الكثير وتعطيني شعورًا طيبًا. كذلك أفضل الانشغال. أن يكون لكل ساعة شكلها وما يميزها. الانتقال من مهمة لأخرى ولا أعني هنا ساعة بالتمام كما لا أقصد المهام الجادة فقط، إنما كل ما يمكن للمرء أن ينشغل به. المهم، التنوع والتغيير. على العكس، هناك أيام لفعل اللاشيء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لكنها استثناء. 

الحمدلله حمدًا تطيب به الحياة، الحمدلله دائمًا وأبدًا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s