مسودة رقم 6

أكتب الآن بينما أنا جالسة في مقهى كافيين لاب، وصلت هنا عند الساعة الحادية عشر ونصف والآن الساعة الواحدة والربع. استيقظت فجأة وقررت كذلك قبل النهوض رغبتي المجيء إلى هنا وفي هذا اعتراف صريح بحاجتي إلى الكتابة وهي السبب الرئيسي لتواجدي. تناولت فطوري (فطيرة تفاح وقهوة) بدأت بكتابة المتراكم من يومياتي، بالطبع سأكتفي بأبرزها لأن آخر ما كتبته كان قبل ثلاثة أسابع وخلال ذلك حصل الكثير.

أكتب اليوم وأنا حزينة، حزينة جدًا حزن عميق. سبب هذا الحزن هو الحالة الصحية لجدي، أشعر بأن هذا الأمر يقف على أكتافي ويلقي بظلاله على كل لحظاتي. أنا بخير لكني أفقد رغبتي تجاه معظم الأشياء وعلى رأسها: التواجد أو التحدث إلى أي أحد كائن من كان. الصمت والهدوء هما كل ما أريد. صورته لا تغادر بالي وجيش من الأسئلة يحاصرني من كل مكان. بماذا يشعر؟ كيف يفكر؟ وكيف حاله؟ ممنوع من الزيارة لكن يوم الجمعة توسلت بكل ما أتيت إلى الممرضة المسؤولة وأخيرًا سمحت لنا بدقيقة واحدة ولشخص واحد كان أنا. دخلت إليه خلعت نقابي ليعرفني وبدأت بالتحدث إليه. لم أقاوم بكائي وصوتي المتحشرج. فاصل: بينما أكتب ما سبق وصلنا تحديث عن حالة جدي ودموعي لا تقف عن الانهمار حتى وأنا في مكان عام، لكن استقبلت الجدار منذ البداية. أعلم جيدًا بأن هذا حال الدنيا لكن من يقنع قلبي؟ يا الله. صارت الزيارة مسموحة، لكن ماذا عن حاله؟ اللهم لا اعتراض.

ترعبني احتمالية بأنه قد لا يعود قادرًا على التحدث، بأن لا نعلم بم يرغب وماذا يريد أو حتى لا يتحدث إلينا؟ أن نكون حوله دون سماع حسه؟ وأن يبقى صوته ذكرى في رؤوسنا. كم تبدو قاسية فكرة اختفاء أصوات من نحب؟

وهنا لم أعد قادة على إكمال الكتابة.

رأيان حول “مسودة رقم 6

أضف تعليق