ثلاث سنوات

الذكرى السنوية الثالثة للمدونة، أي ثلاث سنوات مضت على أجمل قراراتي، وبهذه المناسبة لابد من كتابة شيء ما. لمدة أسبوعين وأنا أعيش تلك الحالة التي تتردد فيها تدوينات طويلة لكنها لا تتجاوز كونها طيف أفكار يرافقني طوال الوقت.

في الحقيقة، لا أتذكر أني سبق وقضيت أسبوعين وأنا منشغلة بشكل متواصل كما يحدث معي الآن. لطالما تزاحمت المهام من جميع الجهات لكن ليست كهذه المرة. دون مبالغة، أكون منشغلة منذ استيقاظي وحتى موعد نومي. حالة ركض مستمرة، بين حصص أغلبها متتالية إلى حضور محاضرات ثم إكمال القائمة بمهام البيت. رأسي في حالة تأهب وتخطيط وتقديم وتأجيل وبحث عن حلول بديلة ..إلخ. بالإضافة لمراعاة الكثير والرد على المحادثات المهمة أو حتى غير المهمة في الأوقات الضائعة بين الانتقال من مهمة لأخرى. ما زلت أشعر بذنب التأخر الناتج عن غيابي عند إصابتي بكورونا على الرغم من أنه طفيف وحتى بعدما تجاوزته، جدولي منذ عدت وهو خمس حصص يوميًا! وأول المتضررين صوتي. حتى الآن لم يعد لطبيعته، مبحوح مجروح متألم مسكين ومرهق طوال الوقت.

أعيش فوضى بسبب اختلاف الفصول الدراسية بين الجامعة والمدرسة، إذ أننا في بداية الفصل الثاني في الجامعة لكن في نهاية الفصل الثاني في المدرسة! وهذا يعني اختلاف الشعور تجاه كل منهما. أحدهما نهاية والآخر بداية، هنا لابد من الركض وهناك لا مشكلة في المشي! لا أعرف نحن في أي أسبوع؟ في المدرسة الأسبوع العاشر من أصل ثلاثة عشر أسبوعًا وفي الجامعة نحن في الأسبوع الخامس من أصل أربعة عشر أسبوعًا؟ لا أعلم وهنا لا أبالغ عندما أقول لا أعلم. في الحقيقة، معظم الوقت أنا لا أعلم عن تفاصل كثيرة وهذا أمر غريب على مشاعل لكن لا بأس ولن أحاول إدراك كل شيء. دع الأمور تسير كيفما اتفق.

لا وقت للقراءة أو المشاهدة أو المشي، لكن الحسنة الوحيدة هي التزامي بالكتابة التفصيلية في دفتر يومياتي. أكتب بالكثافة والطريقة التي أحب، تفاصيل ومواقف ومشاعر وأفكار وحوارات وتفكير بصوت مرتفع، أقنع نفسي وأحلل ما يحتاج إلى تمييز وتفنيد والكثير مما يحدث في أيامي. أكتب كثيرًا جدًا وهذا الأمر يعيد لي بعضًا من جمال شعوري خلال اليوم.

نظرة عامة: أفقد رغبة التواصل والمشاركة، أميل للانكماش والابتعاد. في الواقع يصعب الانزواء لكن الرغبة امتدت هذه المرة لتشمل التطبيقات، وأرى هذا جيدًا. مؤخرًا، اختلف تواجدي، مستمرة في حسابي الخاص في انستقرام والذي لا يتابعني ولا أتابع به أحد وامتد الأمر نفسه في تويتر مع حساب مغلق. زاهدة في كثير من الأشياء ولا رغبة لي بالتشبث سوى بالأساسيات فقط وأميل للتخفف وإفلات يدي مما قد يتطلب تركيزًا إضافيًا، على الأقل في الفترة الحالية. كل شيء يمكنه الانتظار، لا داع للركض. علينا الاستغراق والغرق والغوص وربما الاستغناء.

قلت لنفسي في لحظة: كل ما يتطلبه الأمر منا، العودة للوراء قليلًا ثم أخذ نظرة بانورامية ندرك من خلالها حقيقة ما كان. تلك الحقيقة والتي غُيّبت لسبب ما. يمكننا الآن الفهم بوضوح واتزان نفسي يسمح لنا بمواجهة كل ما كنا نهرب منه، استيعابه وبتالي تجاوزه بيسر وسهولة.

وصلتني الرسالة التالية من الجامعة، أسعدتني وجعلتني أبتسم:

كعادتي أجدني في الدعاء، لدي ما أدعو الله به في كل وقت وحين، مع كل حركة والتفاتة وانتقالة، وسط شرحي وأنا أقود السيارة، في الانتظار أو في المحاضرات. لا شيء كشعور الإلحاح بالدعاء لله وحده مع يقين تام ورضا بكل أشكال الاستجابة كيفما كانت.

كل ما أتمناه الآن، مزيدًا من الوقت -لا أعرف كيف- والنوم والهدوء.

رأيان حول “ثلاث سنوات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s