
أهلًا، بعيدًا عن محاولات تنظيم ما يمكن كتابته هنا. سأكتب كيفما كان. وسأبدأ من الجمعة الرابع من فبراير. في أول ساعاته كنت أراقب تغير اللون البني في تطبيق توكلنا إلى اللون الأخضر وتحول حالتي من مصاب إلى محصن. نعم، في الجمعة الماضية ٢٨ يناير زادت الأعراض المصاحبة وأجريت فحصًا منزليًا أخبرني أني مصابة وبعد ساعات قليلة ذهبت لعيادة تطمن لتظهر النتيجة بعد ساعة بالضبط: إيجابي. إذًا زارني كورونا للمرة الثانية. وعليه بدأت إجازتي المرضية لمدة أسبوع هذه المرة بخلاف المرة الأولى أسبوعين. بشكل عام أعراض المرة الثانية تختلف في حدتها وتعددها عن أعراض المرة الأولى. وهنا يلزمني قول أنني في بداية يناير تلقيت الجرعة التنشيطية (الثالثة)
بالعودة من جديد إلى الرابع من فبراير، يومي كان طويلًا وممتلئًا دون تخطيط مسبق، كل نهاية ساعة تأخذني بيدها إلى التي تليها. بداية عندما خرجت من البيت حوالي الواحدة والنصف ظهرًا كان الطقس جميلًا جدًا، غائم وهواء منعش. ذهبت إلى مطعم OutBack لأجل طبق واحد فقط. وهنا تجدر بي الإشارة إلى أنه صارت لدي مجموعة لا بأس بها من أطباق مفضلة أعني طبق واحد في مطاعم مختلفة يدفعني اشتياقي للذهاب في كل مرة إلى أحدهم. ولا يتوقف الحال على الأطباق إذ يمتد ليشمل أكواب القهوة بأنواعها التي أفضلها. إذًا صارت لدي قائمة مطاعم ومقاهي أزورها من أجل طلب واحد فقط. ولا أعلم حقيقة هذه ميزة أم عيب؟
لم أتأخر في المطعم، وحيدة ومن أجل طبق واحد فلا حاجة للمكوث طويلًا. بعدها ذهبت لمقهى كافيين لاب، في ذات المنطقة وحول شارع التحلية. قالت زينب بأن لديهم أفضل كابتشينو لذا أردت تذوقها. سفري ولا محلي؟ كنت سآخذه وأمشي لكن بعد سؤاله أدرت رأسي حول المكان ووجدت طاولة منزوية ثنائية الكراسي، أجبت: محلي وأرغب في الجلوس إلى تلك الطاولة. فعلًا كابتشينو لذيذ والأجمل من ذلك هو اكتشافي لمكان جديد مناسب للقراءة والكتابة. إذ أنني قرأت ثم كتبت وكتبت وكتبت! أفرغت رأسي وقلبي على الورق، سكبتهم ونقلت ثقل ما أعيشه هناك على السطور.
كنت دون مبالغة بحاجة للكتابة احتياج الغريق لأرض صلبة يقف عليها. منذ بداية يناير تقريبًا وأنا مشتتة، ممتلئة، مزدحمة حد التناقض، فوضى، أسئلة وحيرة وأشياء كثيرة جدًا تستدعي تفنيدها وتمييزها وتوضيحها. كنت أحتاج إلى قوائم مختصرة أو مطولة، أحتاج إلى ترتيب. كتبت ومررت على كل ما يشغلني دون محاولات للتجاوز أو الهروب. ربما استغرقت في الكتابة ما يقارب الساعة، كان ذلك بعد انتهائي من كوب الكابتشينو.
خمس صفحات، هي هطول لهذا التكثف. كنت أضغط خلالها على مواضع الألم وأواجه ما هربت منه لفترات طويلة. كدت أبكي لولا أني في مكان عام، وعوضًا عن ذلك كنت آخذ نظرة على المكان. كتبت دون ترتيب، ما يأتي أولًا يلتقط. كتبت إلى أن عمّ الهدوء ما كان ضجيجًا. هدأت وأعدت قراءته، جمعت أغراضي وغادرت إلى البحر. الطقس لا يفوت. ثم مشوار صغير مع ماما ثم مشوار آخر مع خالي عباس وأخيرًا العشاء مع ماما.
ما زال هناك ما يشغل بالي، لكنه أقل حدة من قبل.
مرة أخرى: لهذا اليوم أن يكتب.