أجيال

وجدتني اليوم أمام ذاكرة وحيدة أو غربة زمنية؟ لا أعلم كيف أصف اللحظة وأنا أتحدث إلى طالباتي في الصف الثاني متوسط، أعمارهن بين 13-14 عامًا أي مواليد 2007 إلى 2008 تقريبًا. وبينما نتحدث عن التقنية تطرقت إلى تطور الأجهزة. ثم وبدون تخطيط مسبق تذكرت البيجر وكبائن الاتصال والهاتف الثابت والجوالات في بدايتها وكمبيوتر صخر والفلوبي ومشغل السيدي مع حقيبة السيديهات وطريقة اتصال الكمبيوتر بالإنترنت قديمًا من خلال سلك الهاتف والأصوات التي نسمعها والبطء الذي نعيشه والقيم بوي وأشرطة الفيديو والكاسيتات والكثير مما كان الأحدث في زمانه. شرحت لهم طريقة عمل البيجر ولم يستوعبوا فكرة كبائن الاتصال! كيف؟ يعني كيف يا ابلة مكان نروحه بس عشان نتصل؟ مو هي كباين البحر؟ في المقابل هم من جيل البلاكبيري! اتفقوا على أنه أقدم الأجهزة التي يتذكرونها.

عمري ضعف عمرهم، وهذه الفجوة متوقعة ومعروفة لكن ردة فعلهم كانت عجيبة. كنت أظن أن الفارق إلى حد ما بسيط، لكن من كم الأشياء التي لا يعرفونها ودهشتهم تسابق عدم قدرتهم على استيعاب أو تخيل ما أقوله، تحولت لجدة مشاعل، كنت أوصفها تمامًا كما تصف الجدات لحفيداتهم، شعرت وإن كانت السنوات قليلة إلا أنها تزامنت مع فترة تطور كبير جعلتها تبدو أطول؟ لا أعلم. ضحكت وتعجبت من اختلاف ذاكرة الأجيال وربما فهمت شعور من يكبرنا وهو يحدثنا عن حياتهم وماضيهم بينما نقف في أحيان عاجزين حتى عن التخيل وسؤال: كيف؟!!

رأي واحد حول “أجيال

  1. لو صنعوا لنا عالم من الماضي في مكان ما، يمكننا أخذ الصغار منا إلى هناك لنعشها ونرى كيف…
    صدقتِ نشعر بالعمر حين ندرك مفارقة السنين؛ الأمر بين المؤلم واللذيذ بصراحة!

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s