نحن فيما نقرأ

بداية:
الجملة: مجموعة الكلمات أو الألفاظ التي تكوّن معنًى أو عدّة معانٍ تامّة مفهومة في مُجملِها. 
العبارة: وَحدة لغويّة أصغر من الجملة، وتعبّر بدورها عن معنًى خاصٍّ وجيز. ومن العبارات ما يُصطلَح بالعبارة الاصطلاحيّة، وهي جزء من جملة تأتي كلماته غالبًا في نفس الصّياغة والترتيب.*

مرة في عام 2016 وجدت أني خلال قراءتي للأدب، تلفتني عبارات أو جمل يكون لها تأثيرها بمجرد قراءتها أو تعكس فكرة رئيسية أو شعور يسيطر علي أثناء تلك الفترة ويتزامن مع قراءتي لهذا العمل. ما جعلني أنتبه حينها أنني أعدت قراءة رواية ثم لفتتني تحديدات القراءة الأولى، لأنها اختلفت تمامًا عن القراءة الثانية وكنت أستغرب لماذا أوقفتني مثل هذه العبارات؟ والفرق الزمني بين القراءتين ليس قصير. كانت تحديدات القراءة الأولى باللون البرتقالي فاخترت اللون الأخضر للقراءة الثانية حتى أتتبع الفرق. القراءة الثانية كانت بعد التخرج من الجامعة وقبل الحصول على الوظيفة، بعد مرور ما يقارب سنة ونصف وحينها بدأ الملل يتسرب لجزء كبير من أيامي، كنت أقف كثيرًا أمام ما يصف الملل والسأم والضجر وثقل الأيام ورتابتها. وبعد الانتهاء من قراءة الرواية كاملة عدت للتحديدات، أتذكر جيدًا أن الفرق بينهما واضح. كل فترة تنعكس على جملها وما يهمني خلالها فأجدني أبحث عنه بين السطور وأنجذب إليه بسرعة وسهولة. لا أملك الرواية الآن وإلا كنت كتبت بعض مما حددته.

عادة التنقيب أو التتبع هذه أظنها بدأت من تلك السنة لتستمر معي إلى الآن، تزامن هذا مع إضافتي لسلسلة تغريدات في تويتر لتكون مرجعًا لما يعجبني من تراكيب لغوية وكتبت في وصفها: الجدير بالذكر أني غالبا أعجب بتركيب جملة ما أو جزء من جملة وأظل أردده، من الممكن ألا تكون جملة جديدة ولكن فجأة سمعتها بشكل مختلف ويمكن أن تكون جزءًا مبتورًا لا معنى له لكن تركيبه أعجبني، وقد تجمع بعض الأحيان الاثنين معًا: تركيبًا ومعنى. هذه السلسلة أراها -مع نفسي- من أجمل ما قمت به ونموها مستمر منذ 2016 وإلى تاريخ كتابة هذه التدوينة وصلت 280 عبارة أو جملة.

كل المكتوب أعلاه قفز إلى رأسي لأني قرأت كتاب في أثر عنيات الزيات وبعد انتهائي منه عدت لأرى ما الذي وضعت أسفله خط. بشكل واضح كنت أرى ما يشغلني في هذه الفترة من أفكار أو مواضيع ، منها:
1. الكتابة هويتها، طريقها الوحيد في البحث عن معنى.
2. تكتب بورتريهات عن ناس تعرفهم من غير أسماء.
3. “كتير بفكر إيه الفرق بيني وبينها؟ إحنا فولة واتقسمت نصين.. بس الفولة لما اتقسمت، بتاعتها مقفولة، تجتر الأفكار والآلام.. أنا بقى أقول وأضحك أو أزعق.. هي ما تعملش كده. عندي حاجة لما أخش في مشكلة تقلب معايا كوميدي، أنا بضحك لما أكون في مصيبة. أعتقد ده الفرق. هي لما تكون بتتألم ما تعرفش تقول.. تاخد وقت طويل لما تتكلم”
4. جعلني مزاجها المتقلب أحترمها أكثر، أنا لا أصدق الأفراد غير المزاجيين.
5. عنايات كانت تسجل في الصفحة الأولى من كل كتاب تملكه متى وأين حصلت عليه.
6. البوابون حرّاس الجغرافيا.
7. كانت غرّيرة ويحدوها الأمل حتى أنها تشير في يومياتها إلى نفسها بـ”هي” بدلًا من “أنا”
8. شغلت نفسها بقدر ما تستطيع.
9. التعبير الأدبي للمرأة هو أنضج معاركها من أجل الحرية.
10. الصمت حجرة مغلقة محكمة بلا نوافذ ولا أبواب ينفجر فيها الهواء بنداء استغاثة يختنق في حلوقنا، باستجابة للنداء تختنق في حلوق أعزاءنا، بكلمات مبهمة ناقصة مبتورة لا تكتمل أبدًا ولا تتشكل أبدًا، بصرخات حيوانات جريحة تحتضر في جحورها.. صرخات لا يسمعها أحد وإن سمعها لا يفهمها.
11. كانت الأوراق القليلة التي نجت نقاطًا منزوعة من نص حياة.
12. تبدأ أشياء ولا تنهيها، هناك مفرش تنقصه غرزة أخيرة، ولوحة على الحامل لم تكتمل.
13. إنها حالة فردية للبحث عن معنى.
14. هذا الصوت يضيء أكثر عندما يتكلم عن عتمة الداخل.
15. على هامش اللحظة.

والشكر موصول للإجازة وإلا فأي مزاج هذا الذي يسمح بكتابة تدوينة في الثانية ظهرًا؟ كما أنني قرأت في أثر عنايات الزيات خلال جلسة واحدة -سعيدة بذلك- وهذا يستحيل لولا الإجازة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s