لطالما اعتدت على الكتابة كوسيلة لترتيب مشاعري وأفكاري وبالقدر نفسه أسلوب للمواساة والتخفيف، كنت وما زلت وسأبقى أكتب لي ومن أجلي فقط. لم أكن أكتب لأي كائن من كان ولا يهمني إن قرأ ما أكتبه أحد ما أو لا، وهذه المدونة ما هي إلا جزء من كل، لكن على الرغم من مرور كل هذه السنوات لم أكن لأعلم أن للحروف قوة إلى هذا الحد، لم أكن أعرف أن الكتابة وهي حيلة ضعيفة تؤثر كل هذا التأثير.. ربما أراد الله أن تكون كتابتي لنص قصير هزيل ضعيف هي طوق النجاة، باب لحياة جديدة.
كتبت ما سبق بتاريخ 23 ديسمبر 2020
واليوم عدت لأكملها ولكن بشكل آخر، فتحت دفتر يومياتي وكتبت في صفحتين ما يلي:
مضى شهر وأسبوعين، ستة أسابيع تلقيت فيها من الآلام والصدمات ما يفوقني. وكعادتي بأن تكون ردة فعلي الأولية هي الدخول في إطار مؤقت أتجاوز به ما أعانيه الآن، هذه المرة دخلت إطار القوة والقدرة على التحمل والتفكير المنطقي تحت وطأة ضغط مرتفع جدًا. كنت كمن يضع المخدر-البنج- ليسكت ألمًا هو يعلم بشدته وحدته.. لكن ليس الآن! ستة أسابيع وحياتي ليست كما اعتدتها هكذا ببساطة، انقلبت تمامًا.. كما لو أن العداد صُفّر للبدء من جديد لكني لم أكن مستعدة لهذه النهاية أو البداية.
أنا بطيئة لحد ما في التأقلم وقليلة التغيير أميل للروتين معظم الأحيان وللتغيرات البسيطة الهادئة واستغرق وقتًا طويلًا في مجرد التفكير قبل اتخاذ أي خطوة، ثم ماذا؟ حدث كل شيء بسرعة البرق، ساعة واحدة كانت الفاصل والآن؟ لا المكان مكاني ولا الأشياء أشيائي، لا ذكريات برفقتي ولا شيء مما كان، فقدت كل شيء، كل ما أفضله هكذا دفعة واحدة وأواسي نفسي بأني أمام ما صار: أنا نجوت. إذًا كل هذا التغير وبهذه السرعة أمر عصي عن الفهم.. لا أستطيع استيعاب هذا الكم وبهذه السرعة أنا لا أتعاطى أموري بهذا الحال إطلاقًا ولكن لا خيار.
كل هذا بصمت، وكنت على العكس لابد أن أظهر قوتي وأن أراعي غيري حتى في كوني لا أظهر حزني.. وأن أعيش أيامي ربما متجاوزة أو قبل ذلك محاولة استيعاب ما كان. المسؤولية ارتفعت للضعف وتفاصيل أيامي لم تعد كما كانت وطريقة تعاملي وسلوكي اليومي وتسلسل أفكاري، تغير ترتيب الأولويات والتفضيلات وخيارات الحياة، أعيش أيامي لأغالب أسئلتي وحيرتي وسخطي وحزني. أراقب نفسي وأجدني مشاعل مختلفة في أدق التفاصيل قبل أكبرها. سمعت عبارات: أنت قوية – مو باين عليك – أهنيك قدرتي تتجاوزي – حلو انك تجاوزتي في مدة قصيرة ومثل هذه الجمل، لا ألوم قائلها فالظاهر غالب، لكني لست قوية ولم أتجاوز ما زلت عالقة وربما الآن أكثر. بالأمس شعرت بأن أثر المخدر- البنج- قد انتهى، وعاد الألم من جديد؟ ربما.
مبروك، العملية نجحت..
الألم يعود من جديد بسبب الجرح، ولكن! الحمدلله تمت بنجاح.. نجوتي.. وحييتي حياة أخرى، بها ضعف، وثقل، ومقاومة، وأبواب مغلقة … الخ، تمهلي في كل شيء.. وامنحي نفسك حقها من الضعف.. والهدوء، والركون.. وعمل اللاشيء، والانعزال ربما.. اهدئي.. من أجلك، ضعي نصب عينك “وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”، الله يسلم روحك وعقلك وقلبك وجسدك وطموحك وامانيك وأحبتك من كل مكروه، ويهدي ويصلح حال من تغيّروا ويردهم إليه ردًا جميلًا 🤍 أحبك حقًا.
إعجابإعجاب
صباح الخير مشاعل
لا أعلم ما الذي مررتي به ولا أستطيع حتى تقدير وقعه عليك ولكن من الواضح جداً والجلي بأنكِ ما زلتي في مرحلة التشافي منه كما أنني أستشف من حديثكِ أنك قطعتي تقريبا نصف المسافة .. تحتاجين فقط لقسطٍ من الراحة و القليل من السلام و الهدوء … أجزم بأنكِ قوية و قادرة على التماسك رغم صعوبة الأيام و مرارة أحداثها إلا أنك لم تميلي و تنحني وهذا أكبر مثال و دليل على قوتك..
تمنياتي القلبية أن تزول عنكِ هذة الغمة و تتبدل أحزانك لأفراح
محبتي و تقديري
رهف
إعجابإعجاب