غضب

استيقظت بشكل مفاجئ قبل منبه الاجتماع بدقيقتين، اعتذرت عن حضوره وعدت للنوم. بدأت أعطس عطسات زكام كما أن حلقي يؤلمني وبصوتي تلك البحة التي أحبها وأتمنى لو أنها دائمة. غيرت خلفية جوالي بعد ثبات ما يقارب ستة أشهر. ذهبنا للجنوبية لأغراض الكهرباء وبما أننا وصلنا البلد مررت الهنداوية وأخذت أمتار قماش قطن أبيض لأكمل دروس الخياطة. كذلك مررنا لشرب قصب السكر بالليمون مشروبنا المفضل إذا كنا في منطقة البلد أو حولها. رأيت شوارع جدة اليوم وقد عادت إليها الحياة والزحمة تمامًا كالأيام السابقة لكورونا.

أكثر ما أكره أن أضطر للبكاء أمام أي شخص كائنًا من كان، وهذا ما حدث لي اليوم. تمنيت لو أن الأرض تبلعني على أن أكون في تلك الحالة. أن أبكي في مكان عام؟ أمام أناس لا أعرفهم؟ ولماذا؟ لأن أحدهم فقد صوابه بطريقة خرقاء هذا إن كان لديه صواب من الأساس. جمعت تلك الدقائق كل ما لا أحبه، كتلة مركزة دفعتني للبكاء أو بشكل أدق لم أستطع منع عيناي من إخراج دموعها لأني أبكي بهدوء تام والنقاب يساهم في تضخيم الدموع إذ كل ما يرونه عيناي. كان يمكن تجاوز كل هذا لولا الحماقة..حجم غضبي لا يقدر. قبل لحظة الانفجار تلك كنت قد قاومت لحظة غضب موجهة لي دون سبب يذكر، واجهتها بصمت رغم أن الخطأ ليس خطأي أو نتيجة عن شيء ارتكبته! يا لهذا اليوم!!!

المسافة الفاصلة بين القول والفعل، المسافة التي تجعلنا ندرك صدق القول حين تترجمه أفعالنا، هذه العلاقة البديهية بينهما. ما إن تتحول المسافة إلى هوة ويتحول الكلام إلى مجرد حروف لا فائدة لها ولا تشكل أي فرق. هل يمكن أن يعاد ملئ هذا الفراغ الشاسع؟

أخيرًا، كتبت هذه التدوينة من لابتوبي الأنيق بعد خروجه بالسلامة من الصيانة. 👩🏻‍💻✨

الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠٢٠

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s