تساؤل

عندما بدأت يومي بفتح اللابتوب، تذكرت كانت لدي طالبة طاولتها قريبة جدًا من طاولة المعلمة، في كل مرة أدخل فيها كلمة المرور كنت أنظر إليها أسألها: حفظتي الرقم السري؟ في المرة الأولى ردت بخوف: لا! بعدها صرت أكرر السؤال إلى أن صارت تبتسم وتعلق، مرة تقول أني لم أكن مركزة ومرة أخرى لم أحفظه وتحول هذا الفعل البسيط إلى طقس يتكرر مع التقاء نظراتنا والابتسامة، اشتقت لطالباتي.  فيلم الجمعة  The Boy Who Harnessed The Wind أعجبني جدًا لسببين، الأول: قصة واقعية. الثاني: له علاقة قوية بالفيزياء وتظهر فيه رافعة رأسها بين العلوم. الأفلام والقصص التي تلامس واقع الحياة ببساطتها وصعوبتها، الروتين اليومي.. كيف يبدو شكل الحياة في مكان ما، أحب هذا النوع من الأفلام. بعد انتهاء الفيلم رحت أبحث عن ويليام الحقيقي. كتبت في تويتر: تعجبني فكرة إنه رغم.. خلينا نقول رغم “ضجيج” هذا العالم وانشغاله ما زالت فيه احتمالية توفر شخص واحد على الأقل قادر على سماع تخبطك، أفكارك، اسئلتك ومشاركته بأريحية وعفوية… هذه الفكرة تختزل الهدوء بشكل كبير وهي عكس حالة الركض المستمر لكل ما هو خارج نطاقها. طلب مني تركي تحميل تطبيق إيمو لأن خالي أحمد يستخدمه في مكالمات الفيديو بدلًا من سنابتشات، هذه المرة الأولى التي أرى فيها خالي أحمد وبناته “فيديويا”. لم تنجح محاولات البحث عن تطبيقات لتسجيل المكالمات دون نغمة “طوط” المزعجة، حاولت تسجيل المكالمات عن طريق الاستعانة بجوال آخر، النتيجة غير مرضية ويبدو أني سأفقد هذه الفرصة. لا أملك خيارات لقلة معرفتي ورغم بحثي إلا أني لم أصل حتى الآن. لتجربة الطريقة اتصلت بـ ميمونة، أثير وتهليل. ميمونة هذه المرة الثانية التي أتحدث إليها بمكالمة، أثير وتهليل للمرة الأولى، انطلقنا وتهليل لنصل إلى مكالمة لمدة ساعة و40 دقيقة وكانت الفكرة ألا نتعدى خمس دقائق.
بعيدًا عن تمجيد الأشياء/ الأفعال التي نحبها، لكن الكتابة بالنسبة لي استثناء، هي فعلًا خير معين. في قمة فرحي والعكس بحزني وكل ما بينهما من مشاعر، أمام صمتي الدائم كانت هي الوسيلة الوحيدة للتخفف، للوصف، للتجاوز، للفهم، للتوثيق، للتخليد والنسيان.

الحياة تأخذنا بتفاصيلها الصغيرة، يومك كاملًا بكل ما يمر به أو أنت تعبر خلاله إلا أننا قد نعلق في أمر واحد من بين كل تلك الأشياء. ما نفتأ ندور حوله لفترة ويغمرنا بشعور خاص يلازمه. وهذا ما يحدث معي هذه الأيام، لا أستغربه ومستغرقة به لأقصاي، لكني أتسائل.

الجمعة 19 يونيو 2020
الشهر الخامس من كتابة يومياتي في المدونة.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s