نمت قبل أن أغسل آخر جيش من صحون السحور لذا فإن أول ما قمت به بعد استيقاظي هو تنظيفها، لم تكن كثيرة لكنها ليست أفضل ما أبدأ به يومي. أردت الذهاب لجرير ولكن أجلتها إلى الغد. في النهار قرأت صفحات من رواية عدوي اللدود وبشكل أو بآخر أشعر أن المشترك بيني وسالي كثير على مستوى الشخصية بالأخص، أنتظر أن أنتهي من رسائلها لأكون صورة كاملة. أخرجت كاميرتي القديمة المغيبة والمخفية ووجدت أن آخر ما صورته كان في سنة ٢٠١٨. سأبدأ بتسجيل يومياتنا في البيت كمقاطع الفيديو المسجلة لنا في وسط تسعينيات القرن الماضي وأول الألفية، زمن أشرطة الفيديو والصور المحمضة! قبل ثلاث سنوات تقريبًا اشتريت طابعة وطبعت أهم صورنا من السفر والرحلات والمناسبات ثم كان مصير الطابعة كأختها الكاميرا، وبما أني تعهدت الأخيرة سألقي نظرة على الطابعة كذلك. صورت أول مقطع فيديو لماما وهي في المطبخ يشبه أسلوب تصويرنا قديمًا. نقلت كل صور ٢٠١٨ لتبدأ رحلة تصوير يوميات جديدة من الغد بإذن الله. اليوم سمعت -بينما أغسل الصحون- حلقة الاكتئاب والكتابة بودكاست أسفار وكيف لأمل السعيدي أن تتحدث بهذه الطريقة الساحرة؟ كذلك تكتب بطريقة لا يشبهها أحد أبدًا! هادئة وغنية. تولى بابا مهمة تبخير البيت عوضًا عن ماما وأنا كنت مشغولة.. عندما رأيته !I felt like: oh! I have a warm family
أناشيد سنا لي معها تاريخ خاص، بدأ من الروضة. في حفلة تخرجي من التمهيدي كانت هناك أنشودتين الشجرة والبحر، أتذكر محاولاتي المستميتة في معلمتي وأنا أريد الإنضمام لمجموعة الشجرة لأنهم كانوا يضربون بأرجلهم عند مقطع: بجذورها ضربت.. ضربت في الأرض وانتصبت وعلت. أما البحر كانت حركاتنا هادئة كالموج لكنها لم تحقق لي هذه الأمنية. القمر مرتبطة بأبلة خديجة والصف الأول ابتدائي وتدريبنا في الفصل، النورس بأبلة أمينة والصف الثالث ابتدائي وفستاني الأبيض الذي يمثل بياض النورس، أنشودة ليلى مع ابنة جيراننا سماهر وترديدنا لها أمام بيتنا. سلسلة طويلة امتدت لسنوات ومتابعة دقيقة لإصداراتهم منذ ربما ١٩٩٦ وإلى ٢٠٠٥. كنت أزور مكتبة المأمون دوريًا لأحصل على آخر إصدار، كنت أحتفظ بالكاسيت مع دفتر الكلمات ثم نقلت كاملة لأحد الأحفاد بعدي لتختفي ولن أتكلم عن حسرتي -حتى الآن- أشعر أني فقدت كنز شخصي ثمين. وأستطيع بكل ثقة الرهان على أي نشيد من تلك السلسلة.
عدد إصابات اليوم: ١٢٦٦، المجموع: ٢٠٠٧٧، إصابات جدة: ٢٦٢، مجموع إصابات جدة:٣٥٢٢.
الأثنين ٢٧ أبريل ٢٠٢٠