كنت أفكر في طريقة ملاحقتي لأوقات الفراغ، أرى أنها تعكس وتختصر الكثير. مؤخرًا اختلفت الطريقة التي أحاول بها استغلال أوقاتي. كذلك شعوري معظم الوقت بتشتت وعدم تركيز، في ذات اللحظة أنجز مهمة خاصة بالمدرسة وأقرأ محادثة وأرد ثم أكمل بعدها انتقل لحل واجباتي ولا مانع من أخذ لفة على التطبيقات وخلال هذا أكون أسمع شيئًا ما.
يغريني عالم الأفكار ومتابعته وهذا أكثر ما أهتم بتسجيله في دفتر يومياتي. عندما أعود ليومياتي القديمة أجد خريطة تفصيلية عن تطور الكثير مما وصلت له حاليًا. بعضها يكون مذكور بطريقة عابرة ثم يبدأ بالتكرر إلى أن يتحول لفعل مثلًا أو اعتقاد.
يقول مروان لعبدالرحمن: إن عزائي بذلك المناجاة والأفكار الشخصية التي طالما أحب أن أتسامر معك بها.
وأكثر ما أعجبني في يوميات مروان هو هذا النوع من الكتابة الذي وإن دوّن أحداث اليوم إلا أنه كذلك يركز على الجانب النفسي والأفكار. و أنا أحاول في كتابة كل يوم أن أنقله كاملًا بكل جوانبه لأن يهمني معرفة ما مررت به خلال فترات مختلفة من حياتي على جميع الأصعدة
وأنا في طريقي للمدرسة سمعت الحلقة الأخيرة من بودكاست مطالع عنوانها الاعتذاريات وعادت لي أمنية وهي قراءة شعراء كل العصور بطريقة متدرجة ومرتبة، كنت منبهرة من جمال ما ذكره في الحقلة. أجمل ما قاله:
هناك اعتذارات بين الأصدقاء كانت بدافع استدامة المودة والصداقة من ذلك ما جاء عن أبي الحسن جعفر ابن أبي الحاج:
تقلص ظل منك وازوّر جانب
وأحرز حظي من رضاك الأجانب
رويدًا فلي قلب على الخطب جامد
ولكن على عتب الأحبة ذائب
وحسبك إقراري بما أنا منكر
وأني مما لست أعلم تائب
فلا تعقب العتبى بعتب
فإنما محاسنها في أن تتم العواقب
أظن بأن شوق طالباتي في الصف الرابع وصل أقصاه، أمطروني بزياراتهم هذا الأسبوع. اليوم كذلك صعدوا إلى مكتبي في قسم المتوسط وما زال لديهم أمل بأن أعود لتدريسهم فيما تبقى من الفصل الحالي. كائنات لطيفة ونقية، حين أراهم أشعر بخفة وكأنهم يحملون قلبي معهم.
هناك مشكلة أعاني منها، ألا وهي أنني لا أفكر بصوت خلاف من حولي. تخيل أني أسمع كل ما يفترض أن يكون داخل رأسك؟ أو على الأقل لا أريد سماع أفكارك بمجرد أنك ترغب في ذلك، ماذا عني أنا الطرف الآخر المكمل لعملية تسريب خططك وأفكارك؟ إضافة إلى ذلك، أنا لا أفكر في الأمور البعيدة. صحيح أنها أشياء مشتركة لكن كثرة التخطيط ممل ممل ممل. لا أريد أن أسمع ولا أشارك إلى حينها المناسب. لست ضد المشاركة لكن تكرارها ونشرها في أي وقت مهما كان حال المتلقي لا أظنه بالأمر الحسن.
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠