كوب القهوة صار عادة صباحية < غريب على مشاعل أن تكتب هذا في يوم ما. الجميل أني أشتريها من ذات المكان حتى أن محضّرها صار يتعامل معي بالإشارة يسألني بيده ورأسه: نفس الطلب؟ فأجيب برأسي: نعم، وهذا أفضل توفير للطاقة الكلامية في أول اليوم.
ما زال احتقان الحلق ضيف شرف عند كل استيقاظ، اليوم وأنا أجهز أغراضي: لابتوب – حقيبة المدرسة – كتب الجامعة في حقيبة الجامعة ثم تبدأ رحلة البحث عن أي قطع ملابس نظيفة ومتناسقة يمكن استخدامها لليوم< فقدت الأمل في أني أجهزها من الليل. بين حركاتي وانتقالاتي وبين موجة الأفكار في رأسي توقفت للحظة -فعليًا- نظرت حولي ثم قلت: من اليوم ستبدأ دوامة المهام غير المنتهية، ركض متواصل في جميع الاتجاهات، قائمة طلبات من ألف شخص وكل يغني على ليلاه. حينها شعرت بحلقات دوائر تتحرك بسرعة في رأسي.
جدولي الأساسي حصتين ولكن انتهى بي الحال مع خمس حصص وذلك لأن الخميس سيكون يوم مفتوح دون أي حصص دراسية فلابد من تعويضها. إضافة إلى غيابي يوم الأحد وفقد حصة عند كل فصل.
الأسبوع الثاني وأول حضور للجامعة، لا مجال لمزيد من الهروب. دوام المدرسة ينتهي عند الساعة ٢:٣٠ وأول محاضراتي تبدأ ٣:٠٠ الفاصل الزمني يوتر. فأنا بين قرار الشعب هل ستكون هناك زحمة أم لا؟ اليوم كان الطريق مزدحمًا. في الصباح، غيرت مكان إيقاف السيارة ليكون اتجاه خروجي أسهل إلى طريق الجامعة.
قاعات الجامعة كانت باردة لدرجة تجعلك تفكر هل نحن معاقبات لحضورنا أم ماذا؟ درجة التجمد، صقيع! لأول مرة أشعر بالبرد إلى هذا الحد. حضرت في هذا البرد القارس من الساعة الثالثة وحتى السابعة. عندها بدأت خلايا رأسي تتخدر وتأتي حالة المستيقظ النائم، آخر ساعة في الجامعة أثقل وأبطأ ٦٠ دقيقة في الحياة . طوال اليوم إضافة لإرهاق المدرسة والجامعة كان ألم عيناي، كما لو أني فتحتهما لأكبر قدر ممكن وسكبت فيهما الملح. ألم جفاف وحرقة زادت الطين بلة. شعور الإرهاق مضاعف اليوم لأنه الأسبوع الأول في الجامعة، تدريجيًا يخف.
من المحاضرات الأولى بدأت سلسلة الواجبات “ـ”
كنت أفكر في عدد المرات التي نضطر فيها الاستماع إلى قصص وحكايات وأخبار بينما كل ما نتمناه حينها هو الاختفاء، أعلم كل ما ينطوي تحت هذا السلوك لكن قد أصل إلى لحظة اسأل فيها نفسي: لماذا؟ لماذا علي أن أكون “ذوق” وأتحمل كل هذا، مهام اجتماعية بما أننا كائن اجتماعي ويعيش في جماعات وياليل الفلسفة.
الاثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠