استيقظت مبكرًا، انشغلت أول النهار، ثم شاهدت حلقتين من مسلسل Anne with an E مع ملاحظة أني عدت مشاهدته للمرة الثانية لأني أنوي إكمال جميع المواسم بالتوالي. بعد ذلك، أكملت تحديث اللابتوب ومحاولة معرفة اختصارات الكيبورد والأهم أماكن الحروف. ثم غفوة ثم حلقة أخرى من المسلسل ثم خرجت إلى مشاوير ليس لي فيها أي داع. انشأت قناة على تلقرام اسميتها: صوت. في محاولة لبدء تسجيلات صوتية! سيأخذ الموضوع وقته.
بدأت بتصفية ملاحظاتي بعد تحمليها من iCloud عددها ١١١٢، أجمع المتشابه منها في ملاحظة واحدة، أصبح لدي الكثير من القوائم. متعجبة من محتوى ملاحظاتي. ما يتكرر في ملاحظاتي: جمل قيلت لي وأعجبتني، حوار مع أطفال أو طالباتي، قوائم لا نهائية لكل شيء، كلمات وجمل باللغتين العربية والانجليزية، عناوين كتب وبرامج ومسلسلات وأماكن، رسائل، قوائم تسوق وانجازات، قرارات، محادثات، كلام لم ولن يصل، أدعية، اسئلة، شتائم، قوائم مهام يومية، قصائد واقتباسات، مصاريفي الشهرية، والكثير الكثير… أفضلها بالنسبة لي تلك التي تصفني في لحظة أو فترة تأتي قوية في نقل ما أمر به وإن قصرت، مثل:
١. المجد للكتابة، أعني أن تنقل حالتك النفسية والذهنية إلى حروف. أن أنقل أفكاري، مشاعري كل ما بي على الورق. وإن كان ركيكا أو ضعيفًا ولا يخضع لأي قاعدة لغوية. الكتابة بالنسبة لي طوق نجاة، أذن مخلصة في كل الأوقات التي لن أتمكن فيها من قول حرف واحد وهي كثيرة.
٢. اللحظة اللي حسيت فيها ان قراري هذا ناتج عن “وعي” كان الدافع ورا هذا القرار: الصبر. اصبري يا مشاعل الآن يمكن يطول صبرك كم سنة..لكن النتيجة بإذن الله حتكون أفضل. قلت وعي لأن أخذت وقتي بالتفكير، بالتحليل وحتى العاطفة كانت موجودة لكن بالأخير ياليت العقل يقرر. في القرارات المصيرية وإن صغرت لأن فعلًا مو شرط يكون قرار في ظاهره كبير لكن تبعاته كبيرة جدًا: من روتين يومي لساعات عمل مقابلها ساعات مع الأهل والأصحاب، تأثير نفسي عائلي اجتماعي… في القرارات المصيرية لازم أوسّع كل خيار وأشوف ايش ينبنى عليه وهل يستحق ولا لا؟ أقدر؟ أندم؟ بعض الأحيان رغبتي في مغادرة مكان أو تجربة شيء معين هي الدافع القوي للإقدام على الخطر أو السيء وأنا عارفة! طيب ليش؟ بس الرغبة قوية… معليش اهجدي عشان لا تاكلي هواء على اني مو مرة متصالحة مع مصطلح “منطقة الراحة” بس هذه المرة نوّر براسي كثير.. في البداية كنت اقول عادي اخرج منها للأسوأ، فكرت أكثر؟ لا أبدًا مو عادي! أخيرًا، اصبري يا مشاعل لثلاث سنوات وأنت عارفة وين رايحة ولا تجازفي بسنة ونص وبعدها مجهول تمامًا.
يوم ممتلئ وهادئ، معدل الصمت فيه مرتفع، صمتي ازداد مؤخرًا. يوم جمعة مثالي.
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٠