متفرقات

أرغب في كتابة تدوينة لكني لم أصل لفكرة معينة لذا سأكتب كل ما يدور في ذهني ويشغل تفكيري مؤخرًا.

-1-

بالأمس انتيهت من سماع حلقة “جودة الحياة في السعودية” من بودكاست فنجان والتي بدأتها في رمضان. لماذا كل هذا الوقت لسماع حلقة مدتها ساعة وعشرون دقيقة؟ لم أكن أسمعها إلا أثناء تنظيفي للصحون، فقدت لياقة إنهاء بودكاست بشكل سريع منذ أن بدأت عطلتي لأن مشوار الذهاب والعودة للدوام كان يسمح لي بسماع ما يقارب 40 دقيقة يوميًا، فكنت أتمكن من إنهاء أكثر من حلقة خلال أسبوع. ولأني لا أتفرغ بشكل تام لسماع شيء ما إلا نادرًا، تعودت على فعل أي شيء خلال استماعي. قيادة السيارة وتنظيف الصحون مثاليين حتى الآن. هذه الحلقة ولأني سمعتها على مهل -شديد- يبدو أنها تسللت لرأسي وعادت معها كل الأفكار السابقة التي كنت أتمنى إضافتها لأيامي. عادة أستغرق وقتًا طويلًا بين التفكير والتنفيذ وبعض الأحيان أنتظر محفز آخر ليعيدني إلى فكرة قديمة.

حلقة جودة الحياة في السعودية ومع بداية الإجازة يعني ظهور المحاولات لتحسين شكل الأيام وطبيعتها، سعة الوقت في العطلة تسمح لي عادة بتجربة شيء جديد. هذه العطلة قصيرة لحد ما، وما أرغب في إضافته هو روتين لعادات أتمنى استمرارها. والمحفز كان “جودة حياتي الشخصية” على الرغم من تحفظي لكلمة “جودة” .

-2-

هناك أشياء بسيطة قد تكون روتينية وطبيعية في حياة الكثيرين، وأجدني تأخرت في اتخاذ خطوة أساسية نحوها.
على رأس القائمة: تكفلي التام بوجباتي الغذائية خلال يومي كاملًا. من البداية حيث شراء المواد اللازمة وانتهاء بتحضير الوجبات. بهذا كنت مسؤولة 100% عن طعامي، تجربة جديدة وممتعة لدرجة لم أكن أتصورها من قبل . تذكرت كل برامج الطبخ وشغفهم الذي لم أفهمه إلا عندما مارست طبخ/ تحضير الوجبات. صرت أتتبع الوصفات وأضيف ما يحلو لي وألغي ما لا يناسبني ثم أكتشف الطعم اللذيذ! والبهارات عشقي القديم كنت اختارها بعناية. أظنني كنت أضخم فكرة الطبخ ووجدتها متعة خالصة. أيضًا التزامي بنظام غذائي أضاف للخيارات المتاحة لي دهشة التنوع، خيارات محدودة لحد ما لكن النتائج متنوعة ولذيذة. اكتشفت -متأخرًا جدًا جدًا-  لذة جبنة الحلوم بعد تشويحها قليلًا وأنا لا أتذكر اني اشتريتها إلا هذه المرة وربما تذوقتها من قبل في مطعم دون تركيز، لكن المرة هذه كانت مختلفة.

-3-

خيارات روتيني في العطلة مع وجود الكثير من المتغيرات لا حاجة لذكره إلا أن الثابت منها:

  1. دراسة وحدة كاملة يوميًا من موقع EF لتعليم اللغة الانجليزية.
  2. الاستمرار في القراءة بشكل يومي.
  3. دراسة/ قراءة كتاب واحد عن اللغة الانجليزية -لم أبدأ بعد-
  4. المحافظة على كتابة يومياتي يوميًا.
  5. مشاهدة وثائقيات/ مسلسلات/ أفلام على نتفليكس.
  6. استخدام اللغة الانجليزية بشكل أوسع: متابعة حسابات لغتها الانجليزية بشكل أكبر – كتابة تغريدات مثلا باللغة الانجليزية – كتابة مهام اليوم باللغة الانجليزية وغيره.

-4-

تأثيير الأشخاص من حولنا والآن ممن نتابعهم أو نتحدث معهم بشكل يومي مخيف جدًا. يمكن لمحادثة أو تغريدة أن تغير مزاجك إلى مزاج كئيب أو سعيد. كنت أفكر في هذا التأثيير القوي وكيف يمكنني ملاحظته وملاحقته لأن بعض الأحيان إن لم يكن في كل الأحيان يتسرب بشكل بطيء وهادئ فتصعب ملاحظته في حين أن أثره يسجل حضوره وبقوة. قد تكون جملة أو رأي يقوله من تكلمه يؤثر عليك.  في محادثات سريعة كانت أو بطيئة، طويلة أو قصيرة، يقول الطرف الآخر كلمة ربما توقفك عن الاستمرار لفعل شيء ما. أو تحفزك، تحبطك أو ترفع من معنوياتك. الكلمة تصل وتبقى حتى عندما تقال أو تقرأ دون تركيز.  ما لفتني لهذه النقطة منذ مدة طويلة هو توقف محادثاتي مع صديقة لفترة، خلال فترة الغياب لاحظت الفرق الكبير.. وجدت أن تأثيرها كان واضحًا ولم ألاحظه إلا بغيابها. من هنا بدأت ألاحظ كل ما هو حولي وأحاول أن أحمي/ أحافظ/  أعزل نفسي عما لا أرغب في تأثيره بأي طريقة كانت.

-5-

مما يشغل بالي أن لي أمنية أتمناها من كل قلبي. بتجاوز كل دعواتي إلا أن حالي يختلف حين أدعو الله أن يحققها. كتبت في يومياتي مرة أنه من بين العبادات أجدني في الدعاء، في مناجاة الله لأمر من أموري. وحكمة الله تظهر دائمًا ولو بعد حين.

-6-

وأنا أقرأ “بغداد السبعينات: الشعر والمقاهي والحانات” لهاشم توفيق. وكما يظهر في العنوان يتطرق كثيرًا لحياة المقاهي في العراق والصحاب والقراءة ونقاشهم بل حتى جدالهم حول قضية ثقافية أو إشكال في كتاب ما. يزيد توقي لعيش هذه التجربة. أن تكون لي صديقة أو مجموعة صغيرة نقرأ كتبًا ويكون بيننا لقاء  دوري بسيط، عفوي  لمناقشتها هذا عين المنى! ويبدو أني سأقضي وقتًا طويلًا قبل أن تتحقق هذه الأمنية في جدة وكأنها مستحيلة. على كل حال، أحاول تعويض هذا النقص ببعض القراءة المشتركة مع أصدقائي في مواقع التواصل ونجحت كثيرًا في الحصول على نقاشات و”فلسفة” لكل منا.

رأي واحد حول “متفرقات

  1. كل النقاط جميلة جداً.. لكن رقم 4 أثرت بي وقد قمت بشيء مشابه في رمضان لمراقبة الأثر ولعلي أكتب عنها قريباً
    ِ
    تدوينة لطيفة شكراً لك

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s